لكل السوريين

ارتفاع أسعار مواد التدفئة في إدلب يدفع الأهالي للاعتماد على روث المواشي

إدلب/ عباس إدلبي

مع قدوم فصل الشتاء الكابوس الذي ينتظره سكان شمال غرب سوريا وسكان المخيمات تحديدا، بعد أن أحرقت الشمس ظهورهم وأتلفت خيامهم، اقترب فصل الشتاء لتكتمل المعاناة والقهر الذي طال أمده، لجأ الكثير من قاطني إدلب للبحث عن وسائل تدفئة بديلة عن المحروقات.

وقد يقف المواطن في حيرة من أمره، كيف يؤمن دفء الشتاء لأطفاله، وكيف يقيهم برد الشتاء الذي على ما يبدو سيكون شتاء مميزا بشدة برودته بحسب علماء الأرصاد الجوية.

وللوقوف حول هذه المشكلة قمنا بجولة قصدنا بها أسواق مواد التدفئة والمحروقات في شمال مدينة ادلب، حيث شاهدنا كميات ضخمة من الحطب وقشور الفستق الحلبي والبندق وغيرها، والتقينا مع عدد من تجار الجملة الذين حدثونا عن تحضيراتهم لفصل الشتاء وعن أسعار تلك المواد.

فكانت البداية مع السيد مصطفى العمر صاحب أحد مراكز بيع المواد الخاصة للتدفئة، والذي حدثنا بدوره عن الأسعار والأصناف الموجودة.

وقال العمر: “في ظل الظروف المعيشية الصعبة بحثنا عن مواد بديلة للمحروقات التي يعجز المواطن عن شرائها، في ظل ارتفاع أسعارها، فقمنا نحن وبعض التجار باستيراد القشور التي أصبحت شبه أساسية لمصادر التدفئة في الشمال السوري، إلا أنها ارتفعت أسعارها أضعاف السنة الماضية وما قبلها، حيث كان سعر الطن الواحد من قشر الفستق الحلبي السنة الماضية بنحو 140 دولار، أما هذه السنة قد يصل لحدود 280 دولار، في توقعات أولية وطن الحطب اليابس أيضا ارتفع من 150$لنحو 210$”.

وخلال جولتنا أيضا، التقينا مع أحد المستوردين لمواد التدفئة، يدعى عامر سلطان، الذي حدثنا بدوره عن مصدر تلك المواد (القشور)، حيث قال: “في ظل الكثافة السكانية في الشمال السوري كان لابد من إيجاد بديل للمحروقات المستخدمة في فصل الشتاء للتدفئة، فقمنا باستيراد مادة القشور التي تستخدم للتدفئة في بعض دول الجوار، ومنها تركيا، والتي كانت جيدة نوع ما من حيث السعر ودرجة الحرارة”.

ويضيف “لكن بسبب الإقبال الشديد عليها من حيث الاستهلاك فقد ارتفعت أسعارها من المصدر لنحو أكثر من ضعفين منذ بداية استيرادها، الأمر الذي دفع أغلب المواطنين عن العدول عن استخدامها والعودة للمواد الأولية مثل الديزل المكرر والحطب، وإن معظم المواد المستوردة مصدرها الرئيسي إيران وتركيا.

أما في استطلاع جزئي قمنا به في أحد المخيمات، والذي كان محوره آراء المواطن بأسعار مواد التدفئة، فكانت المفاجئة أن معظم من تحدثنا معهم فضلوا الاستعاضة عن القشور والديزل بمواد أولية، كروث الحيوانات، التي أيضا هي الأخرى أصبحت تباع بالسوق وبسعر مقبول.

ووصل سعر الطن الواحد لنحو 60 $، وبحسب أقوال أحمد عامر، أحد قاطني المخيم، فإن المنظمات التي كانت تدعم المخيم بمواد التدفئة أوقفت الدعم، وبالتالي أصبح النازح مجبرا على إيجاد بدائل.