لكل السوريين

التطبيع بين أنقرة ودمشق.. خطوة سريعة للحل دون نتائج، ما مستقبل المسار المعقد؟

مركز الأخبار ـ بدا تباين المواقف واضحاً بين تركيا والنظام مع انتهاء الاجتماع الرباعي على مستوى وزراء دفاع تركيا وروسيا وإيران والنظام في موسكو أواخر شهر نيسان الماضي، حيث حرصت وسائل إعلام سورية بعد اللقاء على نفي ما ورد في  بيان وزارة الدفاع التركية، الذي تحدث عن اتخاذ خطوات ملموسة في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وعلى العكس، قال الإعلام التابع للنظام، إن ذلك مرهون بإمكانية انسحاب تركيا من البلاد.

فيما تتسارع كل من تركيا والحكومة السورية، للالتفاف على الازمة في الشرق الأسط من اجل التقاء مصالح مشتركة لدى كلا الطرفين، الذين باتو الد الأعداء منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 12 عام، دون الالتفات إلى المصلحة العامة التي تخدم كلا الشعبين.

حيث تعيش الدولة التركيا في ضل تشنجاً غير مسبوق، وخصوصاً مع قرب موعد الانتخابات الرئاسة والبرلمانية في تركيا، وهذا ما دفع تركيا للإسراع في إيجاد حل واستخدام المصالحات كورقة رابحة في الانتخابات والبحث عن محور جديد لتقليص الفوائد التي يتطلع إليها خصومة.

حيث يرى مراقبون انه في حال استطاع رجب طيب أردوغان البقاء على رأس السلطة، فإنه من غير المتوقع اظهار أي مرونة في عملية انسحاب الجيش التركي من سوريا؛ “بحسب التصريحات التركية”، وأن النظام التركي سيبحث بشكل اكبر عن اهداف عريضة في العمق السوري؛ بحجة ضمان الأمن القومي والقضاء على التنظيمات التي تعتبرها إرهابية.

اما في حال لم يحظا اردوغان في مقاليد الحكم، وتمكنت المعارضة التركية من الوصول إلى السلطة فأن حكومة دمشق ستكون على موعد تفاوضي أفضل، ولا سيم ان علاقة أنقرة مع فصائلها المرتزقة لن تبقى كما هي عليه الان؛ وخصوصا بعد التراجع الملحوظ مؤخراً في احتضان الجانب التركي للفصائل.

وفي تصريح سابق للرئيس السوري بشار الأسد منتصف آذار الفائت، أكد من خلاله ان مطلب سوريا الأول من تركيا هو سحب قواتها واستعادة السيادة السورية، مشيراً إلى انه اذا كان موضوع الانسحاب سيحقق لاردوغان الفوز في الانتخابات فيس لدينا أي مشكلة.

من المؤكد أن مختلف القضايا الرئيسية في المفاوضات بين تركيا والنظام تعد معقدة وصعبة، سواء على مستوى الوجود العسكري التركي في سوريا، أو إعادة اللاجئين، والتسوية السياسية، وبتقدير الباحث، فإنه من الصعب جداً حدوث تقدم في مسار على حساب مسارات أخرى، حيث يتعذر الدفع باتجاه عودة طوعية للاجئين من دون إيجاد تسوية سياسية وبدء عملية إعادة إعمار، والأمر نفسه ينطبق على الانسحاب التركي من البلاد، لذا تفكر الأطراف، وموسكو على وجه التحديد في ترسيخ المسار أولاً وإيجاد قاعدة أساسية للمفاوضات، ثم طرح الأفكار تباعاً و”تدوير الزوايا” فيما يتعلق بهذه القضايا.