لكل السوريين

وسط تحذيرات من أمراض.. أهالي حماة يشتكون من تلوث مجرى العاصي

حماة/ جمانة خالد

يشتكي أهالي حماة من الروائح الكريهة المنبعثة من نهر العاصي، لا سيما بعد انخفاض منسوبه، الذي يصل لأدنى مستوياته في فصل الصيف، نتيجة قلة الأمطار، ويعتبر من الأنهار الموسمية، ويبلغ ذروة فيضانه في فصل الربيع.

وسمي العاصي بأسماء عديدة عبر التاريخ وهي نهر الأرنط وأورنط وأورنطس وأورند والمقلوب والميماس، والعاصي وهو الذي غلب عليه لأنه يجري من الجنوب نحو الشمال بعكس اتجاه أنهار المنطقة، ويبلغ طول النهر 571كم.

ويرتبط نهر العاصي ونواعيره بمدينة حماة باعتباره رمزاً للمدينة، وأقيمت عليه 105 ناعورة، منها 25 داخل مدينة حماة، كانت تستخدم فيما قبل لري الأراضي، بسبب انخفاض النهر عن مستوى الأراض الزراعية، وأقيمت عليه نواعير لرفع المياه بالاعتماد على سرعة جريان.

للتحول النواعير فيما بعد لمقصد زوار المدينة، وخرجت النواعير عن الخدمة نتيجة انخفاض منسوب النهر لقلة الأمطار، وتحوله لقناة للتصريف الصحي.

وينبع نهر العاصي من أعالي سهل البقاع في لبنان وليس له منبع وحيد بل ثلاث مجموعات من المنابع، أهمها مجموعة منابع عين الزرقا وشوغير والهرمل من سفوح سلسلة جبال لبنان الغربية، ومجموعة ينابيع اللبوة وعين فلكية ورأس بعلبك من سفوح جبال لبنان الشرقية، ومجموعة منابع الزراعة قرب بلدة جوسية في شمال البقاع.

حيث يدخل بعدها إلى الأراضي السورية عند نقطة طاحونة العمرية في بلدة ربلة، ليشكل وادي العاصي المعروف في سوريا. وبعد أن يقطع 20 كم في الأراضي السورية، يدخل إلى بحيرة قطينة ويخرج منها متابعاً مساره في محافظة حمص حتى بلدة الرستن حيث أُقيم عليه سد الرستن.

ثم يدخل أراضي محافظة حماة عند زور العاشق، ثم يتابع مسيره حتى يدخل مدينة حماة فيقسمها نصفين، حيث أقيمت عليه نواعير عملاقة هي الأكبر من نوعها في العالم وتنتشر على جنبات النهر البساتين والخضرة.

قال ماهر القاسم أن الروائح الكريهة تدفعه للتفكير بتغيير مكان سكنه، وألقى ماهر اللوم على البلدية بالتقصير بتنظيف النهر، الذي تحول لمكب للنفايات.

وسمح بذلك جفاف النهر بشكل كامل في الصيف، ما سبب بحسب وصف سكان بكارثة حقيقة تهدد القاطنين بجانب النهر والزوار، نتيجة تجمع الأوساخ، والتي تسبب أوبئة ونفور نتيجة الرائحة الكريهة.

وحذر أطباء من السباحة في مياه النهر التي تشكل مستنقعات، وقال طبيب رفض الإفصاح عن هويته، أن هذه المياه هي ملوثة فضلاً عن توقفها عن الجريان ما يجعلها عرضة لتجمع البكتيريا التي تسبب أمراض جلدية.

الطبيب ألقى اللوم على الأهالي ووصف ممارساتهم “بالاستهتار” بحياة المدنيين، ويرمي كثير من الأهالي النفايات في مجرى النهر، وهو ما سبب التلوث البيئي، ولم يقتصر الأمر على التلوث البيئة، بل أن مناظر النفايات ولون المياه أصبح تضر حتى بعين الرائي.