لكل السوريين

بين الماء والكهرباء، أزمات الريف العاصمي تتوالى، ودف الشوك إحداها

ريف دمشق/ روزا الأبيض

يزداد وضع الكهرباء تردياً في كل المدن والأرياف السورية بشكل عام، وازداد الوضع تردياً منذ بداية هذا الصيف، وفي ظل الواقع المعيشي الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، يزداد الواقع الخدمي سوءاً في عدة مناطق بريف دمشق.

ويعاني الأهالي في عموم مناطق سيطرة الحكومة من عدة صعوبات حياتية أبزرها قطاعي الكهرباء والماء، ومن ضمن هذه المناطق منطقة دف الشوك جنوب العاصمة دمشق، التي تلاصق العاصمة دمشق، وتحسب على الريف تارة وعلى المدينة تارة أخرى، ما جعلها كرة تقاذف بين المسؤولين.

ويفصل بين دف الشوك والحدود الإدارية للعاصمة دمشق حي الزهور التابع لمحافظة دمشق، وتقطن هذه المنطقة غالبية فقيرة، قسم كبير منها مهجرون من مختلف المناطق السورية وغير مالكين لهذه العقارات، وهي من المناطق العشوائية والمخالفات.

وازدادت معاناة قاطني المنطقة مؤخرا بعد تردي وضع الكهرباء، حيث لا تصل سوى بضعة دقائق في الـ 24 ساعة، قابله نقص حاد في المياه، ما زاد المعاناة في هذا الصيف الحار.

انعكاس أزمة الكهرباء على الغذاء

خالد، أحد سكان منطقة دف الشوك، يقول “الكارثة أكبر من أن توصف في سطور، ولكن نوجزها بأن الناس مع تخليها عن تخزين المؤن في الثلاجات، حيث أصبح التجميد ضرباً من الخيال عندهم، وصلت الأمور إلى عدم قدرتهم على حفظ الأطعمة اليومية، وعدم قدرتهم على حفظ الطعام المطهي ليومين، وغيرها من الأطعمة سرعة الفساد كاللبن والحليب والأجبان والخضار”.

ويضيف “وهذا يزيدهم معناة فوق معاناتهم بتحملهم أعباء الطعام يوماً بيوم، عدا عن معاناتهم بعدم قدرتهم على تشغيل أدوات ضرورية من غسالات أو مكواة أو طهي الطعام عن طرق السخانات الكهربائية في ظل عدم وفرة الغاز المنزلي، فهل تعي الحكومة هذه التفاصيل أم إنها تعيش في كوكب آخر؟”.

البدائل الكهربائية وأسعارها جريمة استغلال

حسن، نازح من الغوطة الشرقية، ويقطن في المنطقة يقول “إن أردت أن تهرب من الظلام المخيم طوال اليوم، عليك أن تستهلك بطارية لا يتجاوز عمرها ستة أشهر، وأن تجدد مصابيح «الليدات» كل عام، حيث وصل سعر البطارية الصغيرة إلى 100 ألف ليرة سورية، حسب نوعها وأدائها، وسعر المتر من الليدات أكثر من 2000 ليرة سورية”.

ويضيف “كلما زاد التقنين كلما نشطت هذه السوق الاستغلالية، نظراً لزيادة الطلب عليها مع التدني المستمر لمواصفاتها وأدائها، فمن هم الشريحة المستهدفة لتسويق هذه البضائع؟ لا شك أنهم الذين يقطنون هذه المناطق، وهم الشريحة الأفقر والأكثر حاجة إلى البدائل، فإما أن يجوع أو يبقى المواطن في الظلام”.

أزمة المياه جحيم غير محتمل

وعن أزمة المياه يقول حسن “من المعلوم أن مناطق ريف دمشق لا تحصل على مياه الشرب إلا عن طريق الصهاريج عالية التكلفة، حيث وصل سعر المياه الصالحة للشرب إلى 200 ليرة لـ10لترات، أما المياه غير الصالحة للشرب فهي من الآبار، حيث تعمل وحدة المياه في كل منطقة على ضخها من الآبار إلى الشبكات الواصلة إلى الأبنية”.

ويوضح “مؤخراً حصلت أزمة انقطاع كامل للمياه عن منطقة دف الشوك التابعة لريف دمشق، كما في مثيلاتها ببيلا، يلدا، بيت سحم، وحتى منطقة القزاز”.

ويتابع “مشكلة المياه في هذه المنطقة تعود إلى سبب رئيس وهو: عدم توفر الكهرباء لضخ المياه إلى المنطقة، وتغذية الشبكات الواصلة إلى المنازل، أما عمال المضخة فيبررون أنه لا تصلهم المخصصات اللازمة لتشغيل المضخة أثناء انقطاع الكهرباء، وفي حال الحصول على المخصصات فإنها لا تكفي لضخ المياه لساعات طويلة، ما يسبب انقطاع المياه عن المنطقة، في وقت هم بأمس الحاجة إليها في هذا الوقت من الصيف الحار، وفي ظل وباء كورونا الذي لا يقاوم إلا بالغسل والتعقيم”.

ووصل سعر الخزان ذي سعة 500 لتر إلى 6000 آلاف ليرة سورية وتحتاج الأسرة إلى تعبئته مرتين من الصهاريج، أي 12000 ليرة سورية أسبوعياً أي 48000 ليرة شهرياً من أجل مياه الغسيل والاستحمام و12000 ليرة سورية لمياه الشرب ليصبح مجموع تكاليف الحصول على المياه 60000 ليرة سورية.