لكل السوريين

مهمة القوات الأمريكية في العراق.. من القتال إلى التدريب

تقرير/ محمد الصالح

أكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة ستنهي مهمتها القتالية في العراق مع حلول نهاية العام الجاري، مع استمرار عدد من قواتها لتتولى مهام تدريب الجيش العراقي، وإمداده بالاستشارات العسكرية.

وقال بايدن خلال المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء العراقي في البيت الأبيض، “دورنا سوف يتمثل في أن نجعل خدماتنا متاحة على مستوى التدريب، والدعم، والمساعدة، والتعامل مع تنظيم الدولة إذا عاد مرة أخرى”.

وجاء في بيان مشترك أصدره الجانبان “بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الأخيرة، ستنتقل العلاقة الأمنية بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك أي وجود لقوات قتالية أمريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول المقبل”.

وأشار البيان إلى أن “القواعد التي تستضيف أفراد الولايات المتحدة والتحالف الدولي هي قواعد عراقية تدار وفق القوانين العراقية النافذة، وليست قواعد أمريكية أو تتبع للتحالف الدولي، وأن وجود الأفراد الدوليين في العراق هو فقط لدعم الحكومة العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي”.

وتطالب الأحزاب والقوى السياسية العراقية الموالية لإيران، بانسحاب كل قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في المنطقة، رغم استمرار التهديد الذي تمثله بقايا هذا التنظيم في العراق.

علاقات أقوى

قال رئيس الوزراء العراقي إن بلاده لم تعد بحاجة إلى وجود قوات قتالية أمريكية لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” على أراضيها.

وأكد الكاظمي في تصريحات للصحافة أن قوات الأمن والجيش العراقي قادران على الدفاع عن البلاد دون قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ونوه إلى أن بلاده ستظل تطلب تدريب الولايات المتحدة، وجمع معلومات استخبارية عسكرية.

كما أكد على التزام الحكومة العراقية بحماية أفراد التحالف الدولي، وعلى أنهم موجودون في العراق بناء على دعوتها.

ووفقاً لما ذكره الكاظمي، سيعتمد الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق على احتياجات القوات العراقية التي “أظهرت قدرتها خلال العام الماضي على القيام بمهام مستقلة ضد التنظيم”.

وقال الكاظمي “اليوم علاقتنا أضحت أقوى من أي وقت مضى، وسوف يمتد التعاون بيننا على مستوى الاقتصاد، والبيئة، والصحة، والتعليم، والثقافة وغيرها الكثير من المجالات”.

قرار لتخفيف الضغوط

تمثل العراق ساحة صراع رئيسية بين واشنطن وطهران، حيث يمثل وجود القوات الأمريكية فيها هدفاً لهجمات الميليشيات الموالية لإيران، ولهجمات انتقامية مضادة تشنها واشنطن.

وتصاعد هذا الصراع منذ مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، في غارة شنتها الولايات المتحدة بطائرة مسيرة في العاصمة العراقية بغداد العام الماضي.

وتعتبر واشنطن علاقاتها ببغداد استراتيجية، ومن غير المتوقع أن تترك الولايات المتحدة العراق لإيران في ظل تردي العلاقات بين البلدين.

ولذلك، يستبعد يؤثر قرار خفض واشنطن لقواتها في العراق على حجم تواجدها فيه، أو على أهدافها من هذا التواجد.

ويرى مراقبون أن قرار الولايات المتحدة بإنهاء مهمتها القتالية في العراق، جاء لتخفيف الضغوط الداخلية الواقعة على كاهل رئيس الوزراء العراقي، الذي يسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع الفصائل التي ترفض الوجود الأمريكي في العراق.

ولذلك، لن يغير قرار واشنطن الواقع على الأرض، من حيث استمرار تواجد القوات الأمريكية، أو الهدف من هذا التواجد.

يذكر أن القوات الأمريكية غزت العراق عام 2003 للإطاحة بصدام حسين من سدة الحكم، والقضاء على أسلحة دمار شامل اتضح بعد الغزو أنه لا وجود لها.

ووعد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بأن تنعم العراق “بالحرية والسلام”، لكن البلاد منذ ذلك الحين غرقت في صراعات طائفية دموية.

ورحلت القوات القتالية الأمريكية من العراق عام 2011، لكنها عادت مرة أخرى، بناء على طلب الحكومة العراقية، بعد ثلاث سنوات عندما سيطر تنظيم الدولة على أجزاء كبيرة من البلاد.

وبعد الهزيمة العسكرية التي مني بها التنظيم في العراق في نهاية عام 2017، بقيت القوات الأمريكية في البلاد للمساعدة في منع أي سيطرة جديدة للتنظيم.