شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيداً عسكرياً خطيراً مساء السبت، مع إطلاق إيران أكثر من 100 صاروخ باتجاه إسرائيل ضمن المرحلة الثانية من عملية “الوعد الصادق 3″، رداً على هجمات إسرائيلية طالت منشآت ومواقع حيوية داخل الأراضي الإيرانية، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية في كلا البلدين.
وأكد التلفزيون الإيراني الرسمي أن الهجوم الإيراني استهدف مدينتي تل أبيب وحيفا باستخدام مزيج من الصواريخ والطائرات المسيّرة، فيما أعلنت السلطات الإسرائيلية أن أنظمة الدفاع الجوي تعمل على اعتراض الصواريخ الإيرانية، بالتوازي مع غارات جوية يشنّها سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف عسكرية في العاصمة طهران، من بينها منشآت ذات صلة بالبرنامج النووي الإيراني.
وأسفرت الهجمات عن سقوط ثلاثة قتلى وأكثر من 80 مصاباً في مناطق مختلفة من إسرائيل، وفقًا لما أفادت به فرق الإسعاف. وفي المقابل، أعلنت إيران عن مقتل 31 شخصاً، بينهم قيادات عسكرية وأفراد من الهلال الأحمر، جراء الهجمات الإسرائيلية على شمال غربي البلاد، بينما أفادت تقارير أخرى بمقتل تسعة علماء نوويين في ضربات استهدفت منشآت في طهران.
وأكّدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقوع أضرار في أربعة مبانٍ “حيوية” داخل موقع أصفهان النووي، مشيرة إلى أن الضربات الإسرائيلية طالت منشآت لتحويل اليورانيوم ومصنع تصنيع صفائح الوقود، لكنها لم تسجّل تغيّرًا في مستويات الإشعاع خارج الموقع.
وفي تداعيات التصعيد، أعلنت الأردن إغلاق أجوائها بالكامل أمام حركة الطيران المدني والعسكري، كما تم تمديد إغلاق مطار بن غوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر. وشوهدت طائرات حربية إسرائيلية تشن غارات متزامنة على أهداف في اليمن، فيما أشارت تقارير إلى محاولة إسرائيلية لاغتيال مسؤول حوثي بارز.
وفي خضم التصعيد، ألغيت جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة كانت مقررة في سلطنة عمان، فيما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده لن تدخل في أي مفاوضات نووية في ظل استمرار الضربات الإسرائيلية.
وفي تصريح لبي بي سي، قال روبرت مالي، كبير المفاوضين السابق في الملف النووي الإيراني، إن “الصراع بين إيران وإسرائيل خرج عن السيطرة” وقد يتطور إلى “اتجاه أكثر خطورة”، مشيرًا إلى أن احتمالات استئناف الحوار الدبلوماسي أصبحت ضئيلة في ظل هذا التصعيد غير المسبوق.