شنت إيران، فجر اليوم الأحد، سلسلة هجمات صاروخية ومسيرة منسقة على مناطق واسعة في إسرائيل، استهدفت منشآت ومبانٍ في تل أبيب وحيفا ومدن أخرى، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 240 آخرين، إضافة إلى دمار كبير وعشرات العالقين تحت الأنقاض، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وبحسب التقارير، سقط عدد كبير من الصواريخ الإيرانية على مدينة بات يام ورحوفوت جنوبي تل أبيب، ما تسبب في مقتل أربعة أشخاص وإصابة 140 آخرين. كما قتل أربعة آخرون في مدينة حيفا، وسقط قتيل و53 جريحاً في تل أبيب. وتُقدَّر أعداد المفقودين في بات يام وحدها بـ35 شخصاً، وسط عمليات إنقاذ متواصلة.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن صواريخ إيرانية أصابت مركز أبحاث في إسرائيل، فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن معهد وايزمن للأبحاث في مدينة رحوفوت تعرض لأضرار جسيمة. وفي السياق ذاته، تحدثت القناة 14 الإسرائيلية عن أضرار في منشآت استراتيجية قرب حيفا، وحرائق اندلعت في مواقع حساسة.
وأكد الحرس الثوري الإيراني في بيان رسمي أنه استخدم في الهجوم الأخير صواريخ من طراز عماد وقادر وخيبر، إلى جانب صاروخ فرط صوتي، وذلك في إطار عملية وصفها بأنها رد على الغارات الإسرائيلية. وأشار البيان إلى استهداف منشآت تزود الطائرات المقاتلة الإسرائيلية بالوقود، إضافة إلى مراكز إمداد بالطاقة.
وأوضح مسؤول أمني إيراني أن طهران “لم تبدأ هذه الحرب، لكنها هي من سيحدد متى تنتهي”، مضيفاً أن الهجمات ستستمر وتتوسع إذا تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية، وأن “نتنياهو لن ينجو سياسياً من عواقب هذه المواجهة”.
في المقابل، أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى، وفعّلت منظومات الدفاع الجوي لاعتراض موجات الصواريخ والمسيرات القادمة من إيران واليمن. وسُمع دوي انفجارات في مناطق عدة، بما فيها محيط مطار بن غوريون ونتانيا وهرتسليا.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي شن هجمات مضادة على أهداف عسكرية في طهران، في حين تحدثت مصادر أمنية عن غارات متزامنة على مواقع في اليمن.
يأتي الهجوم الإيراني رداً على العملية الإسرائيلية واسعة النطاق التي انطلقت فجر الجمعة، والتي حملت اسم “الأسد الصاعد”، واستهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ داخل إيران، وأدت إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين.
ورداً على ذلك، أطلقت إيران عملية مضادة سمتها “الوعد الصادق 3”، شملت حتى الآن سبع موجات من الضربات الصاروخية والمسيرات، مما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى وتدمير واسع في البنية التحتية الإسرائيلية.
هذا التصعيد النوعي وغير المسبوق بين إيران وإسرائيل، يُنذر بتحول الصراع المزمن بين الطرفين من “حرب ظل” إلى مواجهة عسكرية علنية ومفتوحة، وسط تحذيرات دولية من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة يصعب احتواؤها.