لكل السوريين

سرقات للسيارات في حمص.. والفاعل “مجهول”

حمص/ بسام الحمد 

“زجاج سيارتي الأمامي كان مهشماً بالكامل، وجدت سيارتي مسروقة كل محتوياتها. توجّهت إلى قسم شرطة الوعر للإبلاغ، الضابط أغلق المحضر ونسب الجرم إلى مجهول”.

حدث هذا مع فادي الحسين (51 عامًا) في حي الوعر ، منذ أيام. فُتح محضر بالواقعة بعدما أبلغ فؤاد قسم الشرطة، إذ سألوه حينها ما إذا كانت هناك عداوة مع أحد، أو رأى أحدًا يقترب من سيارته، واكتفت الشرطة بهذه الأسئلة دون أن تفعل شيئًا حيال السرقة، وسُجّلت القضية “ضد مجهول”.

سكان أحياء حمص يتخوّفون من تعرض سياراتهم للسرقة بشكل دائم، إذ تجري خلال الليلة الواحدة عدة حالات سرقة للسيارات.

سرقات متكررة وفاعل مجهول

تحدث سرقات السيارات بشكل متكرر، وخصوصًا في الليل، باستغلال انقطاع التيار الكهربائي، وغياب دوريات شرطية تتجوّل ضمن الأحياء في مدينة حمص، إضافة إلى البرد القارس، وعدم وجود المدنيين ليلًا في فصل الشتاء، ما يجعل اللصوص يستغلون هذه الأوضاع، حيث يقومون بكسر الزجاج الأمامي وفتح السيارة لمعرفة ما بداخلها.

فقد ربيع ساهر (46 عامًا)، في حي الزاهرة، مبلغ 350 ألف ليرة سورية وهويته الشخصية وهاتفًا جوالًا صغيرًا كان تركه في سيارته، منتصف كانون الأول 2021.

وقال ربيع، إنه راجع قسم الشرطة في الصباح، ولم تصل الدورية حتى العاشرة، وبعد معاينة السيارة والكشف عن تكسير زجاجها وسرقة البطارية، “لم أستفد من التبليغ، سوى أنني دفعت لعناصر المخفر والضابط مبلغًا لفتح وإغلاق الضبط”.

تكررت حالات الإبلاغ عن سرقة السيارات، إلا أن المبلّغين لم يستفيدوا، بل إنهم تكلّفوا فوق تصليح زجاج سياراتهم دفع مبالغ للشرطة، بحسب ما قاله ربيع.

وأضاف، “قسم الشرطة وعدنا عدة مرات بتسيير دوريات، ولكننا لم نرَ أي دورية تتجوّل ليلًا، بينما يتجوّل اللصوص الذين يسرقون السيارات”.

تكتفي دوريات الشرطة والمرور بالتجوّل ما بين الساعة الخامسة والسابعة والنصف مساء، وبعد حلول الظلام لا وجود لها نهائيًا، حتى إن حصلت جرائم أو حوادث سرقة السيارات والمنازل، بحسب ما رصدناه من شهادات سكان في المنطقة.

كما يرى سكان الأحياء الغربية في المدينة، أن دوريات الشرطة غير موجودة بما فيه الكفاية، ولا تؤدي واجباتها كما يُفترض.

عنصر في قسم شرطة الزاهرة، تحفظ عن ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال إن الدوريات التي تخرج، تتجوّل فقط خلال ساعات محددة بأمر من رئيس قسم الشرطة الذي يطلب من العناصر الخروج في الدوريات للمعاينة، ولضبط الأوضاع الأمنية.

“أغلب الأحيان تكون دورياتنا شكلية”، حسب تعبير العنصر في قسم الشرطة، مضيفًا أن جرائم سرقة السيارات تحدث باستمرار، سواء بوجود دوريات الشرطة أو من دونها.

بدوره، قال عدنان محمد (53 عامًا)، أحد سكان حي الخالدية، إن السرقات كثرت، وإن دوريات الأمن تتجوّل بين الأحياء وبعد مغادرتها تحصل السرقات، مضيفًا أن “اللصوص يفسرون وجود الدوريات خلال ساعات محددة بأن المجال أمامهم مفتوح للسرقة بعدها”، وتابع، “لو وُجدت الدوريات ومفارزها لما حصلت السرقات”.

وتحدثت عدة صفحات محلية على وسائل التواصل الاجتماعي، عن تكرار حوادث سرقة السيارات والمنازل داخل مدينة حمص، مع تأكيد مطالبة الأهالي بتكثيف الدوريات الشرطية خلال ساعات الليل.