لكل السوريين

ارتفاع معدل العنوسة في إدلب، ومركز إقليمي نسوي لتأمين مصادر دخل لهن

أفضت الحرب التي تمر بها مناطق شمال غرب سوريا إلى ازدياد كبير في نسبة العنوسة بين النساء الإدلبيات، لتكرس هذه الظاهرة معاناة وصل عمرها لـ 9 سنوات.

وتعد المرأة السورية بشكل عام أحد أكثر ضحايا الحرب التي طال رحاها في سوريا، حيث أن تقارير وإحصائيات تؤكد أن أكثر من 80% من النساء بتن على خط العنوسة، يضاف إلى ذلك ارتفاع أعداد الأرامل منهن.

وتعاني نساء إدلب وضواحيها من نقص حاد في الرعاية الصحية، ولا سيما منهن اللواتي يملكن أطفال، وقد قتل أزواجهن إما من جراء معاك خاضوها أو على الحدود عندما حاولوا التغرب لتأمين قوت عوائلهم.

صحيفتنا، التقت بمديرة المركز الإقليمي للمرأة في إدلب، وعد م م، التي أشارت إلى أن المرأة السورية ولا سيما القاطنات في إدلب وأريافها والمخيمات الموجودة في المنطقة أمست أكثر النساء السوريات ضحايا من جراء ما فعلته تركيا ومرتزقتها بالنساء هناك.

وفي رد لها على آلية العمل لتحسين دور المرأة في بناء المجتمع وإعادة شيء من الحقوق التي سلبتها الحرب من النساء، قالت “نعمل في المركز التي تم إنشاؤه في عام 2018، ونهدف من خلاله إلى تحسين دور المرأة في المجتمع، وقمنا مؤخرا بإنشاء ورش عمل للعانسات والآرامل، عن طريق السيارات المتنقلة ليشمل جميع مناطق إدلب”.

وأشارت وعد إلى أن هناك عوائق كثيرة تعترض طريق عمل المركز والقائمات على العمل فيه، أبرزها الترهيب الذي يتعرضن له من قبل إرهابيي هيئة تحرير الشام التي تعتنق الفكر التكفيري، لافتة إلى أنهن يواصلن تقديم المساعدات للنساء اللواتي هن أرامل وعانسات، وقطعن الأمل من الزواج.

وعن طبيعة العمل، قالت “نقوم بحملات توعوية نهدف من خلالها لرفع معنويات النساء اللاتي بتن في حالة استسلام كامل للظروف القاسية، بالإضافة إلى حلقات تعليمية ركزنا فيها على بعض الأعمال اليدوية”.

أمينة، عاملة في المركز، تقول “عمري تجاوز الـ 28 عاما، قطعت الأمل في الزواج، وبالأحرى من هو مستقر الحال حتى يفكر بالزواج في هذه الظروف القاهرة، كما وأن نسبة كبيرة من الشباب إما في بطالة مدقعة أو هم خارج البلاد، لم أعد أفكر إلا في تأمين لقمة العيش”.