لكل السوريين

وجدها شاب نائمة على أحد أرصفة الرقة.. مسنة تركها أبناؤها الخمسة، ضريرة، وفاقدة للذاكرة

تخلى عنها أولادها الخمسة، هربوا بأرواحهم إلى بر الأمان وتركوها ضريرة مسنة تجول الشوارع لوحدها، في بلد لم يعد فيه الحجر سالما من وطأتها، حرقة على أبنائها، تخلوا عنها في أصعب الظروف.

جدعة محمد العلي، البالغة من العمر 70 عاما، لم تكن تتخيل أن تكون بهذه الظروف القاهرة، فالعمر تقدم بها، تتذكر في كل خطوة تخطيها كل لحظة دللت فيها أطفالها، لتضاف إلى ذلك معاناة تلخصت في 5 أعوام.

نزح أهالي دير الزور جراء القصف العشوائي الذي تقصفه قوات النظام على المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة داعش، وأغلبهم توجه إلى المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من قبضة داعش الإرهابي.

توجهت جدعة برفقة جيرانها من ريف دير الزور الشرقي إلى الرقة، وكان أولادها قد تركوها في قريتهم القريبة من البوكمال، وهاجروها صوب تركيا.

بينما هي تروح وتغدو في قرية عياش، أمسك بيدها شاب يبلغ من العمر 37 عاما، اصطحبها برفقة عائلته إلى المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية من قبضة داعش، فقصدوا الرقة.

عبدالله، الشاب الذي وجد جدعة نائمة على إحدى الأرصفة، يقول “وجدتها نائمة على أحد أرصفة الرقة، تكلمت معها، فأجابتني من أنت، قلت لها لماذا أنت هنا يا حجة؟، فأجابت قهرني الزمان، وخانني فلذات كبدي، فاصطحبتها إلى منزلي حيث أقيم”.

عبدالله، قال “حالتها كانت غير مستقرة، ووضعها الصحي سيء للغاية، كانت تعاني من نقص النظر، كلما أحاول التعرف عليها أكثر تقول القصف في كل مكان، وكانت تردد دائما أولادي تخلوا عني وذهبوا جميعا”.

وبالنسبة لكيف تعرف عبدالله عليها، قال “وجدت بجيبها بطاقتها الشخصية واستطعت أن أتعرف على اسمها، فقررت أن أبقيها معي في المنزل، وأرعاها، ومن الآن أنا وعائلتي نعتبرها شخصا من عائلتنا”.

تقرير/ مطيعة الحبيب