لكل السوريين

في ظل تدني الوضع المعيشي بشكل كبير.. أكثر من 60% من سكان العاصمة يعتمدون على الحوالات الخارجية

دمشق/ روزا الأبيض  

يتفاقم الوضع المعيشي والإنساني في دمشق، يوماً بعد يوم، تزامناً مع تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة وانخفاض الدخل، حيث بتنا نرى الطوابير بشكل يومي ودائم بانتظار الخبز والغاز والوقود، خاصةً بعد تعرض الاقتصاد إلى تغيرات بنيوية واسعة، حيث كانت حصة المدينة من التراجع الاقتصادي العام كبيرة جداً.

وقد أفادت دراسة لمركز السياسات وبحوث العمليات، بأن الظروف المتدهورة في دمشق أدت إلى اعتماد السكان بشكل كبير على مساعدات الآخرين، خاصة التحويلات من الأصدقاء والأقارب في الخارج والتي تعتبر مصدر رئيسي للدخل لمعظم السكان.

وبينت هذه الدراسة أن 25.8% من الأفراد المستطلعة آراؤهم، أن حوالات الأصدقاء والأقارب خارج سوريا هي أحد المصادر الرئيسية للدخل.

إلا أن هذه الحوالات ساهمت برفع الإنفاق بشكل واضح بالنسبة لسكان دمشق، إذ وصلت نسبة المعتمدين عليها إلى 61.5% عند الفئة التي تنفق بين 601 و800 ألف ليرة سورية شهرياً، في حين انخفضت نسبة الاعتماد على تلك الحوالات بين الفئة الأقل إنفاقاً إلى 15.5%.

كما كشفت الدراسة أن 70.7% من العينة، أوضحوا أن عائلاتهم تعتمد على مصدرين أو ثلاثة مصادر رئيسية للدَخل، بينما قال 19.2% منهم إن عائلاتهم تعتمد على مصدر وحيد للدخل.

من جهة أخرى يتبين لنا أيضاً أن غالبية العائلات تعتمد على الدعم القادم من الخارج، وعلى عمل المنظمات الإغاثية داخل البلاد، أي أن الاقتصاد المحلي لم يعد قادراً على تلبية احتياجات السكان مما دفع قسم كبير منهم إلى أخذ المساعدة المقدمة من أي طرف آخر، سواء كان سورياً خارج البلاد، أو منظمة إغاثية تعمل داخل البلاد، بالتوازي مع أزمات الوقود والخبز والتي مازالت تتصاعد لتقوم الحكومة السورية بتقليص كميات الخبز المتاحة لكل عائلة حسب عدد أفراد الأسرة، معتمدة بذلك على البطاقة الذكية بالنسبة للخبز والبنزين والمازوت والغاز، اضف إليها الشاي والزيت والمياه المعدنية.

أيضاً كشف تقرير خاص أعدته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مدى سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الذي أدى إلى زيادة البؤس والفقر المسيطران على حياة الناس، وتدهور قيمة العملة المحلية والارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية حتى الأساسية منها، تزامناُ مع الانقطاع الكبير في الغاز، والانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي، الأمر الذي دفع معظم السكان للعمل بوظيفتين معاً يومياً، فقط لإيجاد الوقود للطهي وتدفئة المنازل.

وفي استبيان قام به باحثون في OPC ضمن ثلاثة أحياء من مدينة دمشق، للحصول على معلومات عن المقيمين في المدينة، ومراقبة الأنشطة الاقتصادية الرئيسية من العمل والاستهلاك وحجم الانفاق، وتأثير تراجع الأوضاع الاقتصادية عليها.

وتم إجراء 600 مقابلة مع مستجيبات ومستجيبين يعيشون اليوم في مدينة دمشق، وتقسيم العينة بشكل متساو على ثلاثة أحياء رئيسية في المدينة تُعبّر عن تقسيم الطبقات الاجتماعية، تلك الأحياء هي نهر عيشة (فقير)، الزاهرة (متوسط)، وركن الدين (متوسط إلى مرتفع).

وتُظهر بيانات الدراسة أن معدل ساعات العمل الأسبوعية في مدينة دمشق من المعدلات الأعلى في العالم. بالرغم من أن معدل ساعات عمل الرجال كانت أعلى من النساء، إلا أن معدل عمل النساء في مدينة دمشق يبقى أعلى من المعدلات العالمية.

وقد وصف نصف المستجيبات والمستجيبين مستوى دخلهم بالمتوسط، بعد أن تبين أن الجزء الأكبر من هذه الفئة قد صرح بحجم إنفاق أقل من خط الفقر العالمي.