لكل السوريين

زعيم المافيا التركي يعرّي نظام أردوغان

تقرير/ محمد الصالح 

أحدثت تسجيلات مصورة نشرها زعيم المافيا التركي “سادات بكر” عبر قناته في “يوتيوب”، هزة عنيفة في الداخل التركي، وكشفت حجم الفساد المستشري بمفاصل نظام أردوغان.

حيث وجهت هذه التسجيلات اتهامات لأسماء سياسية وحزبية نافذة، بالوقوف وراء أعمال غير قانونية، وأخرى تتعلق بانتهاكات وممارسات غير مشروعة.

وأحدثت إرباكاً كبيراً في الأوساط المعارضة والمؤيدة للحزب الحاكم، ما تزال ارتداداتها قائمة.

وحسب ناشطين معارضين في تركيا، تمكّن سادات بكر من كسر المحظورات، واستهدف للمرة الأولى، شخصيات بارزة في الحياة السياسية، من بينها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، ووزير الداخلية الأسبق محمد أغار ونجله النائب في حزب العدالة والتنمية، واتهم أغار بوضع اليد على أموال أحد كبار رجال الأعمال الأتراك، وعلى مؤسسة “مارينا بودروم السياحية” التي تدر الملايين من الدولارات.

كما استهدف جهات إعلامية مثل “مجموعة البجع” المقربة من حزب العدالة والتنمية.

إضافة إلى استهداف بيرات البيرق، صهر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.

عملية أمنية.. وورد صاعق

بعد عملية أمنية واسعة قامت بها السلطات التركية استهدفت العشرات من الأشخاص المتهمين بالتبعية له في ولايات متفرقة.

رد سادات بكر على هذه الخطوة بنشر تسجيلاته المصورة، وجه فيها اتهامات خطيرة لشخصيات سياسية وحزبية معروفة بقربها من الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم. وكشف “خفايا” لا يعرفها المواطنون الأتراك، حسب وصفه.

كما عبّر فيها عن غضبه من الطريقة التي بدأت عليها العملية الأمنية، مشيراً إلى مداهمة الفيللا التابعة له في منطقة بيكوز بمدينة إسطنبول، وتفتيش عائلته.

وكانت وكالة الأناضول الرسمية قد ذكرت أن السلطات التركية أطلقت عملية ضد أعضاء من “الجريمة المنظمة”، واعتقلت أكثر من خمسين منهم في مختلف المحافظات، واتهمتهم بالارتباط بزعيم المافيا سادات بكر.

وقالت الوكالة إن الأشخاص المعتقلين “متورطين بالعديد من الجرائم مثل إنشاء منظمة لارتكاب الجرائم، والنهب والابتزاز والرشوة والتهديد والحرمان من الحرية”، وأكدت أنه تم تفتيش فيللا سادات بكر.

وحكومة النظام ترد

وصفت وزارة الداخلية التركية المزاعم التي أثارها بكر في مقاطع الفيديو بأنها “تشهير واتهام”.

وقالت الوزارة في بيان لها “الافتراء والاتهامات التي وجهها الشخص المذكور في المنشورات التي أصدرها على مواقع التواصل الاجتماعي من الخارج تعتبر نشاطاً إجرامياً جديداً ضد قواتنا الأمنية ودولتنا”.

وزعمت الحكومة التركية في رد رسمي جاء على لسان وزير الداخلية التركي، أن استهداف بكر للوزير صويلو يأتي كون الأخير اتجه في السنوات الأخيرة لإنهاء نفوذ الكثير من زعماء المافيا في البلاد، وقال الوزير التركي في بيان نشره على موقع التواصل “تويتر” “ليثبت مزاعمه وأنا جاهز لكرسي الإعدام”.

وقدم صويلو شكوى إلى مكتب المدعي العام في أنقرة من خلال محاميه، بدعوى “الإهانة والافتراء”.

والمعارضة تتهم

اعتبر زعيم “حزب الشعب” الجمهوري، كمال كلشدار أوغلو، أن فيديوهات بكر وتهديداته “أزمة إدارة”، واتهم شخصيات حكومة وحزبية تركية بالخضوع لإملاءات بعض الأطراف.

ووصفت زعيمة “حزب الجيد”، ميرال أكشنار، الادعاءات التي يسوقها سادات بكر بالفظيعة والوخيمة للغاية، وقالت “الفضائح التي ظهرت وصمة عار بكل معنى الكلمة”.

بينما اعتبر زعيم “حزب الديمقراطية والتقدم”، على باباجان، أن تصريحات سادات بكر تذكر بتسعينات القرن المنصرم، حيث كانت العلاقات بين الدولة والسياسة والمافيا متشابكة جداً.

وقال “تكرار هذه الأحداث بعد أربعة عقود من الزمان أمر باعث على الحزن والأسى”.

أما زعيم حزب “المستقبل”، أحمد داوود أوغلو فقد قال بعد نشر التسجيل الرابع لبكر “إن علاقات المافيا السياسية ظاهرة تقوض الدولة. إننا نشهد شبكة علاقات مماثلة دمرت كرامة مؤسسات دولتنا وسياستها في التسعينيات”.

يذكر أن أحد الصحفيين في وكالة أنباء الأناضول طرح على وزيري الصناعة والزراعة التركيين خلال مؤتمر صحفي مشترك، سؤالاً بشأن الاتهامات التي وجهها سادات بكر إلى وزير الداخلية، وإذا كانت لدى الحكومة أي خطة للتعامل مع فضيحة وصف وزير الداخلية بأنه شخص “مرتبط اسمه بأخطاء أخلاقية خطيرة”.

فسارعت الوكالة إلى طرده، واتهمته بانتهاك المبادئ الصحفية.

كما حذر مدير الإعلام في رئاسة النظام التركي في تغريدة له على تويتر من أن “أولئك الذين يسعون لتقويض احترام دولتنا سيدفعون الثمن”.