لكل السوريين

شذرات من تاريخ الإذاعة السورية

تأسست أول إذاعة سورية في السابع عشر من شهر نيسان عام 1946، وتم افتـتاحها يوم الجلاء باحتفالات أقيمت بهذه المناسبة، واستمر البث ست ساعات متواصلة.

واقتصر بثها خلال هذه الفترة على المناسبات الوطنية والقومية فقط، وكانت تابعة إدارياً إلى مديرية البريد والبرق والهاتف، وكان استديو البث غرفة في دائرة البريد.

وبدأت أول فترة بث ثابتة في أول شهر رمضان بعد الجلاء، حيث بثت برامج رمضانية لمدة ساعتين متواصلتين يومياً طيلة الشهر الكريم.

وفي الرابع من شباط عام 1947، انتقل مقرها إلى مبنى مستقل في شارع بغداد بدمشق، وهو أول مبنى خاص بها، وبقيت تابعة لمؤسسة البرق والبريد إدارياً.

وبلغت ساعات بثها اليومية اثنتي عشرة ساعة موزعة على فترتين، وكانت نشرات الأخبار تؤخذ عن النشرات الأجنبية، وتترجم إلى العربية ثم تذاع .

الإذاعة يوم الانفصال

صباح 28/9/1961، بثت إذاعة دمشق البيان رقم 1 الصادر عن “القيادة الثورية العربية العليا للقوات المسلحة” وأعلنت فيه أن الجيش اتخذ إجراءات للقضاء على الفساد والاستبداد واستعادة الحقوق المشروعة للشعب.

ثم جاء البيان رقم 2 أكثر وضوحاً على الصعيد السياسي حيث هاجم “الزمرة القمعية والفاسدة التي أدت إلى تشويه سمعة الاتحاد بين الشعوب العربية”، وهاجم القوانين الاشتراكية، وخطط تطهير الجيش من الضباط السوريين.

ثم أعلن البيان رقم 3 أن القيادة الثورية تسيطر على الوضع، وطلب معاملة المصريين بعناية.

وأعلن البيان رقم 4 إغلاق جميع المطارات والموانئ.

وجرت مفاوضات بين المشير عبد الحكيم عامر وبعض قادة الجيش والوزراء الذين تم اعتقالهم خلال حركة التمرد في دمشق من جهة، وبين المتمردين من جهة أخرى لإنقاذ الوحدة من خلال تلبية مطالب المتمردين بتحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي، وتخفيف قوانين الإصلاح الزراعي.

وبناء على مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها، أذاعت القيادة العليا البيان رقم 9، أعلنت فيه أن القيادة أرادت الحفاظ على الوحدة العربية، وأن عامر “اتخذ القرارات اللازمة لصون وحدة القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة، وأعيدت المسائل المتعلقة بالجيش إلى طبيعتها.

وعادت إذاعة دمشق لتبث مرة أخرى باسم “إذاعة جمهورية العربية المتحدة في دمشق”.