لكل السوريين

شذرات من تاريخ السينما السورية 8

إعداد/ لطفي توفيق 

بدأت المحاولات السينمائية الأولى بعرض صور متحركة في مدينة حلب عام 1908عن طريق أشخاص قدموا من إحدى الولايات العثمانية.

ولكن بداية المحاولات السينمائية الفعلية كانت في عام 1912، حيث عرض حبيب الشماس صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في ساحة المرجة بدمشق، وكانت آلة العرض تدار باليد، وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.

ثم بدأ الانتاج السينمائي بصورته الحديثة عام 1928، بفيلم المتهم البريء.

ليلى العامرية

بعد عام من تأسيس شركة الأفلام السورية المساهمة المغفلة، اتحدت هذه الشركة عام ١٩٤٦  مع شركة لبنانية تحت اسم الشركة السورية اللبنانية المساهمة المغفلة، وجمعت من بيع الأسهم مبالغ طائلة.

وفي عام 1947 أنتجت الشركة في استديوهات مصر الفيلم الطويل “ليلى العامرية”، من تمثيل كوكا ويحيى شاهين، ومجموعة من الممثلين السوريين واللبنانيين، وإخراج نيازي مصطفى.

وكلف هذا الفيلم حوالي ٣٠٠ ألف ليرة سورية وهو ما فاق تكاليف الأفلام المصرية آنذاك.

ومع ذلك كان الفيلم ضعيفاً من الناحية الفنية، والحوار فيه مزيج بين الفصحى والعامية المصرية، مما ساهم في إضعافه.

ومع فشل الفيلم توقفت الشركة عن الإنتاج, ولكنها تمكنت من إيجاد استديو ضخم مجهز بأحدث الآلات والأدوات اللازمة لإنتاج الأفلام الطويلة في ضاحية خلده قرب بيروت.

وفي عام ١٩٥٩ تأسست في بيروت شركة “الاستديو العصري” وقامت بشراء ممتلكات الشركة السورية اللبنانية، بمبلغ ٨٦٠ ألف ليرة لبنانية دفع نصف المبلغ نقداً، والنصف الآخر على شكل أسهم بالشركة الجديدة.

الجيش السوري في الميدان

وعندما عاد أحمد عرفان من باريس عام ١٩٤٩ بعد أن تمرن على فن السينما في فرنسا،

أسس مع صادق الحناوي في حلب “شركة الأفلام العربية المتحدة” وصورت هذه الشركة أول فيلم لها واسمته “الجيش السوري في الميدان”.

يمجد الفيلم بطولات الجيش السوري في ميدان القتال ضد اسرائيل واحتلاله مستعمرة مشمار هايردن.

ويظهر كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم وكيف وضع اللاجئون في مخيم النيرب بحلب.

وقد أسهم الجيش في هذا الفيلم من خلال مساعدات كثيرة قدمها لأصحابه.

وعرض في كثير من دور السينما في كل من دمشق وحلب.