تقرير/ جمانة الخالد
يؤدي انتشار المخدرات في المجتمع لا سيما في وسط سوريا إلى ارتكاب جرائم بهدف الحصول على المال لشراء المخدرات، وخلال الفترة الماضية وقعت عدة جرائم بسبب المخدرات، فيما تتحدث معلومات عن واقعة قتل رجل عائلة شقيقه في مصياف أنه كان تحت تأثير المخدرات.
يشكل انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بين شريحة ليست قليلة من فئة الشباب واليافعين في حمص وحماة، خطراً داهماً يهدد القيم والثوابت الاجتماعية، وقد أسهم بشكل كبير في انحلال الأخلاق لدى متعاطيها، ما يدفع بعضهم لارتكاب جرائم قتل وسرقة بهدف الحصول على المال لشراء جرعة من المخدرات، دون أدنى تفكير بخطورة أو عواقب ما يقدمون عليه.
ظاهرة تعاطي حشيش الكيف في وسط سوريا تعود إلى ما قبل عام 2011، حيث تتركز زراعة الحشيش في حمص وحماة وفي لبنان القريبة كما ينتشر تهريبها، لكنها كانت محدودة وتقتصر على أصحاب السوابق، وبعض الشباب الذين كانوا يعملون في لبنان، أما الانتشار الكبير للمخدرات بكل أصنافها فبدأ بعد عام 2013 حيث أسهمت بانتشارها مجموعات مسلحة، من دون أن تلقى أي مقاومة شعبية خوفاً من بطشها، وإثر ذلك أصبحت تباع المخدرات بشكل شبه علني.
وبدأ تداول المخدرات بأصنافها كلها في أوساط الشباب بشكل كبير حتى عام 2018، لكن وبعد القضاء على عصابة راجي فلحوط أصبحت تباع للمتعاطين بحذر ودخل السوق أنواع جديدة وخطيرة من المخدرات “كالكريستال ميث والجمجمة” وغيرها من الأنواع الشديدة الإدمان ذات السعر المرتفع، والتي تذهب بعقول متعاطيها وتقودهم لفعل أي أمر مقابل الحصول عليها.
قد تبدو قصص القتل والسرقات وأخرى تسببها المخدرات ضربا من ضروب الخيال في مجتمعات تعنى بالعادات والقيم النبيلة لكن ذلك بات يحدث فعلاً بجهود مجهولة لم تجد أفضل من اللجوء للمخدرات من أجل ضرب المجتمع بعد عجزها عن إثارة الفتنة لتفكيك تركيبته التي اتصفت بالمتانة لعقود عدة.
وارتفعت معدلات جرائم القتل في مناطق الحكومة السورية خلال العام الماضي 2023 مقارنة بالعام 2022، في حين شهدت معدلات الانتحار انخفاضاً طفيفاً، حيث ازدادت معدلات جرائم القتل ارتفعت بين العامين بنسبة 0.71 بالمئة باختلاف الطرق ما بين طلق ناري أو خنق أو ذبح أو طعن أو أذية انفجارية.