لكل السوريين

مجزرة الشعيطات.. مجزرة يندى لها الجبين، وقسد أمنّت السوريين

بقي أبناء عشيرة الشعيطات ما بين مهجر ومشرد حتى تم تشكيل قوات سوريا الديمقراطية التي كان من أهم مهامها الدفاع عن السوريين وحريتهم وكرامتهم، فانضم العديد من أبناء العشيرة الذين سلموا من التنظيم وبطشه إليها.

تحرير كوباني زرع بارقة أمل في نفوس السوريين من أبناء العشيرة التي ربما فقدت الأمل في التحرر من الظلام الذي أحبكه التنظيم، وصل المقاومون إلى الرقة فأحس من بقي من أبناء العشيرة بأن التحرير بات يقترب رويدا رويدا، وأيقنوا بأن دورهم قادم في التحرير فليتريثوا بضع شهور أو أقل.

كان لتشكيل قوات سوريا الديمقراطية دورا هاما في تحرير السوريين من الإرهاب، فالذي كان يرغب بالانتقام من بطش الإرهابيين بات لديه ركيزة ليبدأ النضال منها، فعاد أبناء العشيرة الذين كانوا قد هجُّروا منذ أن دخل التنظيم إلى المنطقة وانضموا إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، ويقدر عدد أبناء العشيرة المنضمين لـ ’’ق س د’’ بـ ’’3500 مقاتل، في حين استشهد قرابة الـ 2000 شخص.

تاريخ الثامن من آب في العام 2014؛ تاريخٌ لن ينساه أهالي دير الزور، كيف ينسى، وهو اليوم الذي فقد فيه الآلاف من أبناء المدينة حياتهم على مرأى العالم أجمع، على يد قوى عجز العالم كله عن الوقوف في وجهه في ذلك الوقت.

وفي هذه الأثناء وبعد مرور ست سنوات على مجزرة الشعيطات، لا يزال أهالي دير الزور يستذكرون أبشع عمل إرهابي بحق أبناء العشيرة، ويطالبون في الوقت نفسه من المجتمع الدولي إجراء محاكم دولية في منطقة شمال سوريا وشرقها، لأنهم يرون بأنهم الأحق بمحاكمة إرهابيي التنظيم على الأراضي التي ارتكبوا عليها المجازر، حتى تكون شاهدة على ما اقترفته أيديهم بحق السوريين.

مارس التنظيم أبشع أنواع الإعدامات بحق الأهالي؛ فمنهم من أعدموه بالإغراق، ومنهم من أعدموه بالحرق، والبعض أعدموا بالرصاص الحي، والبعض الآخر أعدموا بناسفات الـ ت ن ت.

لم تقتصر الخسائر على الأهالي فقط، بل طالت حتى الممتلكات الخاصة والعامة، حيث قام التنظيم وإرهابيوه بخداع أهالي المنطقة على أن يخرجوا مدة ثلاث أيام إلى القرى المجاورة ومن ثم يعودوا إلى بيوتهم بعد انتهاء المدة المحددة، كما ونههوهم عن نقل ممتلكاتهم، وبعدها أقدموا على سرقة البيوت والممتلكات بحجة أنها غنائم حللت لهم، فلم يتركوا للأهالي إلا الإسمنت، وقدر أهالي قرى الشعيطات حجم الخسائر في المنطقة بأنها تجاوزت النصف مليار دولار.