لكل السوريين

حرائق غابات جديدة تُنذر بكارثة بيئية في اللاذقية

اللاذقية/ يوسف علي

في مؤشر جديد على تصاعد خطر الحرائق الحراجية في سوريا، اندلع يوم السبت 31 أيار، حريق ضخم في أحراج قرية السفكون التابعة لناحية البهلولية بريف اللاذقية، ما أدى إلى خسائر بيئية جسيمة وصعوبات ميدانية كبيرة في جهود الإطفاء.

وامتدت النيران بسرعة كبيرة بفعل الرياح الشديدة والتضاريس الجبلية الوعرة، الأمر الذي أعاق السيطرة على الحريق لساعات طويلة، قبل أن تنجح فرق الإطفاء والدفاع المدني، بمساندة مجتمعية واسعة، في احتواء النيران بشكل كامل بعد عدة أيام من العمل المتواصل.

وواجهت الفرق المشاركة تحديات معقدة أبرزها صعوبة الوصول إلى بؤر النيران نتيجة الطبيعة الجغرافية القاسية، إضافة إلى مخاوف من وجود ذخائر غير منفجرة خلفتها سنوات الحرب، ما ضاعف من المخاطر الميدانية على العاملين في مكافحة الحريق.

وزاد من تعقيد المهمة النقص الحاد في مصادر المياه، ما دفع الفرق إلى اللجوء لبدائل في محاولة لتطويق ألسنة اللهب، في وقت ساهمت فيه درجات الحرارة المرتفعة وسرعة الرياح في انتشار الحريق نحو مناطق جديدة.

وشكّل الأهالي عنصر دعم حيوي في جهود الإطفاء، إذ انضم العشرات منهم إلى فرق الدفاع المدني، وعملوا لساعات في ظروف بالغة الصعوبة، حيث أُصيب اثنان من المتطوعين أثناء أداء مهامهم، ما يسلّط الضوء على حجم التحديات والمخاطر التي رافقت عملية الإخماد.

وأسفر الحريق عن تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي، معظمها من الأشجار الصنوبرية، في واحدة من أبرز الغابات الطبيعية في ريف اللاذقية، فيما لم تُسجَّل خسائر بشرية كبيرة، وفق تقارير ميدانية.

ومع السيطرة على الحريق، شرعت الفرق في تنفيذ عمليات تبريد دقيقة ومراقبة مستمرة للمنطقة، تحسباً لاشتعال النيران مجدداً بفعل ارتفاع درجات الحرارة والرياح النشطة.

ويُعد هذا الحريق تحذيراً إضافياً من تصاعد خطر الحرائق الحراجية في ظل تأثيرات تغيّر المناخ وشح المياه، ما يستوجب تفعيل خطط الوقاية بشكل عاجل، وتوفير الإمكانات اللازمة لضمان استجابة فعالة وسريعة في حال وقوع حرائق جديدة.