لكل السوريين

الطقس الشتوي وانخفاض درجات الحرارة يفاقم معاناة أهالي ريف حماة

حماة/ جمانة الخالد

تتفاقم معاناة أهالي حماة وريفها لا سيما ريف السلمية مع انخفاض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، والنقص الحاد في مواد التدفئة وسط استجابة ضعيفة من المنظمات الإنسانية.

ويعاني الأهالي في المنطقة من نقص حاد في مستلزمات الحياة الأساسية، وعجز من المنظمات الإنسانية عن تأمين احتياجاتهم، مما جعل خيارات السكان محدودة بين تأمين الغذاء أو مواد التدفئة لهذا الشتاء.

وبحسب فريق “منسقو استجابة سوريا” فإن 77% من الأهالي لم يحصلوا على مواد التدفئة لهذا العام، في حين حصل 12% منهم على مواد تكفي لأربعة أسابيع فقط مع تقنين في استخدامها.

وحصل 11% آخرون على مواد تكفي من ستة إلى ثمانية أسابيع، كما اشتكى أكثر من 81% من النازحين من رداءة المواد المقدمة وعدم جودتها.

وتشير البيانات إلى أن أكثر من 92% من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة، وهو ما يعكس تفاقم المعاناة في ظل استمرار نقص الدعم.

وعلى الرغم من أن العام الماضي لم يحصل 74% من الأهالي على إمدادات التدفئة فإن الوضع هذا العام يبدو أكثر سوءاً، حيث يسعى 81% من العائلات لتقليص احتياجاتها الأساسية بهدف تأمين التدفئة.

وحذر الفريق من أن استمرار هذا الوضع يعرض النازحين لمخاطر صحية واجتماعية كبيرة، مما يستدعي تعزيز التنسيق بين الجهات الإنسانية وتوسيع نطاق الدعم لتلبية احتياجاتهم.

وأضاف: “إن تجاهل معاناة الأهالي خلال فصل الشتاء يُعمّق الأزمة الإنسانية ويهدد حياة الآلاف، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن. كما أن القرى تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، ومع غياب المساعدات الشتوية تتحول المعاناة اليومية إلى كارثة إنسانية صامتة”.

وشدد على أن مسؤولية دعم المستضعفين خلال فصل الشتاء “تعتبر أمراً أخلاقياً وإنسانياً، يجب أن تتحملها جميع الأطراف الفاعلة، ومن الضروري توفير بيئة آمنة ومستدامة للنازحين والمهجرين، بما يساهم في تسهيل عودتهم إلى مجتمعاتهم الأصلية مع ضمان ظروف حياة كريمة”.

وتفتقر معظم هذه القرى بريف حماة للخدمات الأساسية مثل مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي والطرق والمدارس والمراكز الطبية.

وتتضاعف الاحتياجات مع دخول فصل الشتاء بسبب العوامل الجوية، حيث تبرز الحاجة إلى تأمين مواد التدفئة والأغطية والملابس الشتوية إضافة إلى تعبيد الطرقات.

وشهد ريف حماة نحو 50 حالة وفاة مرتبطة بالبرد وفي ظل نقص المساعدات الإنسانية وزيادة أعداد المحتاجين لها، فإن أوضاع الأهالي مهددة بالتدهور بشكل أكبر خلال فصل الشتاء.