لكل السوريين

شذرات من تاريخ السينما السورية 4

إعداد/ لطفي توفيق  

بدأت المحاولات السينمائية الأولى بعرض صور متحركة في مدينة حلب عام 1908عن طريق أشخاص قدموا من إحدى الولايات العثمانية.

ولكن بداية المحاولات السينمائية الفعلية كانت في عام 1912، حيث عرض حبيب الشماس صوراً متحركة في المقهى الذي كان يستثمره في ساحة المرجة بدمشق، وكانت آلة العرض تدار باليد، وكان الضوء فيها يتولد من مصباح يعمل بغاز الاسيتيلين.

ثم بدأ الانتاج السينمائي بصورته الحديثة عام 1928، بفيلم المتهم البريء.

عابر سبيل

تأسست شركة “عرفان وجالق” السينمائية في حلب عام ١٩٥٠، وقامت بإنتاج فيلم “عابر سبيل” من إخراج وتصوير أحمد عرفان، واشترك في تمثيله المطرب نجيب السراج، وهيام صلاح وسلوى الخوري وظريف صباغ.

وتم تصوير الفيلم  في سوريا ولبنان، وقام أحمد عرفان بطبعه وتحميضه بفرنسا، فظهرت في بعض أقسامه صور رديئة وأخطاء في التمثيل، ولم تتمكن الشركة من إعادة تصويرها بسبب وجود أحمد عرفان في باريس، وكانت الموسيقى والغناء والحوارات قد سجلت بآلة تسجيل عادية في سورية، ونقلت الأشرطة إلى فرنسا لنقل الأصوات عنها إلى الفيلم، فظهرت الأصوات في الفيلم غير واضحة أيضاً.

عرض هذا الفيلم في مدينة حلب أولاً، ثم في جميع المدن السورية باستثناء دمشق، كما عرض في الأردن والعراق ولبنان، وحقق إيرادات لا بأس بها.

الوادي الأخضر

وفي عام ١٩٥٠سافر الفنان زهير الشوا إلى مصر وإيطاليا وجلب بعض الآلات وصنّع بعضها الآخر، وقام بتأسيس معمل سينمائي صغير ومتكامل.

وفي بداية الستينات قام بإخراج فيلم “الوادي الأخضر”، من بطولته واشترك في تمثيله كل من أميرة إبراهيم، ودلال الشمالي، وأكرم خلقي، وخالد حمدي، وجميل الحاج.

وهو أول فيلم تمت جميع عملياته الفنية من صوت وصورة وتحميض وطبع في سورية.

وقصة الفيلم مستوحاة من قصة واقعية حدثت في بلدة دير عطية، ورصدت الخلافات بين العائلات على الأراضي الزراعية ومياه الري.

وتبدأ قصة الفيلم بخروج شاب من السجن، وعودته إلى قريته، حيث يشاهد ابنة المختار فيتعلق بها، فيقرر أخوه الذي يحب الفتاة بدوره، أن يضحي من أجل أخيه الذي ضحى من أجله، وسجن خمس عشرة سنة نيابة عنه، فقابل التضحية بتضحية.