لكل السوريين

وصل لمليون ومئتي ألف ليرة.. تهريب المازوت للجوار اللبناني يرفع الأسعار في المحافظات الساحلية

اللاذقية/ سلاف العلي  

تراوحت أسعار برميل المازوت بين 800 ألف ليرة وصولا إلى المليون ومائتي ألف ليرة سورية، في كلا من مدن اللاذقية وجبلة والقرداحة والحفة والمزيرعة وطرطوس وبانياس وصافيتا والشيخ بدر والدريكيش.

ترافق ذلك مع تخصيص الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية – محروقات نصف برميل 100 ليتر، لا تكفي المواطن للتدفئة أكثر من 20 أيام في فصل الشتاء، وبالسعر المدعوم للأهالي، لم يتم توزيعهم حتى اليوم.

وتتعرض مادة المازوت للتلاعب والاحتكار وسوء توزيع مادة المازوت الواردة إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس وتهريبها، ويتم تحصيل عشرات الملايين يومياً، وحرمان المواطنين منها، فهنالك كميات وأرقام كبيرة، فيما لو تم توزيعها على المواطنين بشكل عادل، سيتم حمايتهم ووقايتهم من قساوة برد الشتاء.

ويدخل إلى محافظة اللاذقية يومياً من 15 الى 20 طلبا لمادة المازوت، سعة كل طلب 24 ألف ليتر. أي أن المحافظة يدخلها أكثر من 400 ألف ليتر مازوت يومياً، ويدخل إلى محافظة طرطوس يومياً من 14 الى 18 طلبا لمادة المازوت، سعة كل طلب 24 ألف ليتر. أي أن المحافظة يدخلها أكثر من 300 ألف ليتر مازوت يومياً.

وتقسم الطلبات بين مخصصات للمؤسسات الحكومية كمديرتي الصحة والمياه، والنقل، والزراعة، والصناعة، والتدفئة المنزلية، دون وجود آلية واضحة للتوزيع، بحسب الجداول الرسمية التي تنشرها شركة المحروقات.

ولكن هنالك تدخلات واضحة ومعروفة من قبل الفروع والشعب الحزبية في المحافظتين، وكذلك تدخلات من قبل الأفرع الأمنية، مما يساهم في أن عددا من المحطات تحصل على طلباتها وزيادة عن بعض المحطات في المدن والأرياف، والتي يمكن ان تحصل على طلب واحد كل شهر أو شهرين، بعد أن يدفع ضامنوها “المعلوم” لبعض المسؤولين عن التوزيع في مناطقهم.

وقد يصل المبلغ المعلوم إلى ما يقارب المليون ونصف المليون ليرة عن كل طلب، ويتضح من الجداول، وجود محطات معينة، سواء في مدن اللاذقية وطرطوس أو بالأرياف، والتي تحصل على طلبات مازوت بشكل يومي، بينها محطات معروفة وارتباطات مستثمريها مع مسؤولي شركة المحروقات.

وعلى الرغم من وجود آليات توزيع تعتمد على تعاميم موقعة من لجنة المحروقات برئاسة المحافظين، وتوزع على الأفران والمصانع وباصات النقل، لكن مصادر من المحروقات، تؤكد أن معظم هذه التعاميم وهمية، ولا صحة للأرقام الموجودة فيها.

ولعب تهريب النفط إلى الجوار اللبناني دورا كبيرا في نقص في المادة في المحافظات الساحلية، حيث يتم سحب المادة من مراكز السوق السوداء في كل من طرطوس وصافيتا وجبلة، ومنها إلى الحدود اللبنانية، وبشك يومي يتم تهريب حوالي من 5 إلى 7 طلبات مازوت يوميا، بمعدل 100 ألف ليتر كل يوم.

ويدفع مستثمرو المحطات 500 ليرة إضافية على الليتر، كثمن قطع البطاقات (حتى يكون التهريب قانونياً) ويتم بيعه ب 3500 إلى 4000 ليرة إلى مراكز التهريب، وبالتالي الربح 2500 الى 3000 ليرة بالليتر الواحد. وبحسبة بسيطة نجد أن المبلغ اليومي الذي يجنيه الفاسدون يصل إلى حوالي 200 الى 250 مليون ليرة، ما يعادل 50 -70ألف دولار أمريكي.

وتُقسم الأرباح بين شبكة من المحتكرين والفاسدين والمنتفعين، تبدأ بالمسؤولين عن تحديد الطلبات بشكل يومي إلى المحطات التي تهرب المادة، ويحصلان على الحصة الأكبر من الأرباح، كذلك مستثمري المحطات، ومسؤولي شركة المحروقات، أما سيارات تهريب المادة تتقاضى 50 ليرة عن كل ليتر، و50 ليرة أيضاً عن الليتر للواحد للمسؤولين عن مراكز التهريب.