لكل السوريين

طريقة جديدة لشراء أهالي حمص زيت الزيتون بعد ارتفاع أسعاره

خلال الفترة الماضية ومع ارتفاع أسعار زيت الزيتون مقياسٌ جديد لشراء زيت الزيتون بعد تجاوز سعر “التنكة” المليون ليرة سورية.

يرفع الطفل خالد البالغ من العمر تسع سنوات، كأساً بلّورياً مخصص لشرب الشاي، بالكاد يصل إلى يد البائع في حي العباسية بمدينة حمص “عمّو عبيلي فيا زيت زيتون”.

المعاناة ذاتها لدى غالبية السوريين الذين باتوا يعانون من ارتفاع أسعار زيت الزيتون كما السواد الأعظم من السوريين، يشترون المواد الغذائية بالكاسة والملعقة والصحن.

يضع البائع كأس الشاي على الميزان الإلكتروني ويملؤه بقيمة 5 آلاف ليرة وضعها الطفل الصغير في قبضته بإحكام شديد، فوجبة الغداء اليوم هي “المجدرة” التي تحتاج إلى بعض البصل المقلّى.

لكن يبدوا أن المعاناة لم تقتصر على السوريين فحسب، إذ ذكرت شبكة “CNBC” الأميركية أنّ أسعار زيت الزيتون ارتفعت إلى مستويات قياسية جديدة، حيث أدى الجفاف الشديد في الدول المنتجة الكبرى إلى تقليص الإمدادات ما تسبّب بزيادة سرقات زيت الطهي.

حيث ارتفعت الأسعار العالمية لزيت الزيتون إلى 8900 دولار للطن في أيلول/سبتمبر، مدفوعةً بالطقس الجاف للغاية في البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.

وقالت الوزارة إنّ متوسط ​​السعر في آب/أغسطس كان أعلى بنسبة 130% مقارنة بالعام السابق، ولم يُظهر أي علامة على التراجع، وتعاني إسبانيا، أكبر منتج ومصدّر لزيت الزيتون في العالم، من جفاف شديد منذ أشهر.

ووفق الشبكة، انخفض إنتاج زيت الزيتون في إسبانيا في الموسم الأخير إلى نحو 610 آلاف طن، وهذا يمثّل انخفاضاً بأكثر من 50% مقارنة بالمعدل المعتاد الذي يتراوح بين 1.3 إلى 1.5 مليون طن.

وبالعودة لخالد الذي ما إن يمسك بالكأس الذهبية، حتى يبدأ البائع بتوجيه نصائحه وإرشاداته كي لا تفلت من يده، إلى أن ارتأى نهاية الأمر تغليفها بكيسٍ نايلوني وإغلاقه بإحكام بواسطة اللاصق، فحال ذويها شديد الفقر ويستوجب الحرص قدر الامكان.

يقول بائعون إن الأيام القادمة ستباع غالبية السلع لا سيما زيت الزيتون بالقطارة فالظروف الاقتصادية الراهنة بالغة الصعوبة حد العجب، والناس تتكلم مع نفسها، ولا تعلم كيف تؤمن قوت يومها لا أكثر، فهي تنام على أسعار وتصحو على أخرى جديدة.

يذكر أن إنتاج محصول الزيتون لموسم 2022، وفقاً لأرقام مكتب الزيتون في وزارة الزراعة قدّر بحوالي 820 ألف طن مقارنةً بالموسم الماضي الذي لم يتجاوز 560317 طن.

وبحسب إحصاءات “المجلس الدولي للزيتون، فإن الفرد يستهلك في سوريا نحو 5 لترات من زيت الزيتون سنويا ً، بتكلفة تقارب 250 ألف ليرة، أي مليون ليرة لعائلة مكونة من 4 أشخاص، وهو ما يعادل نحو 7 رواتب لموظف حكومي دون أي حسومات منه.

ومع هذا الارتفاع غير المسبوق في أسعار زيت الزيتون، توجهت الغالبية العظمى من سكان المحافظات السورية للاستعاضة عنه بزيت دوار الشمس البالغ سعر لتره حالياً نحو 20 ألف ليرة، وخلطه مع كميات قليلة من زيت الزيتون الذي بات حكراً على فئة قليلة من الميسورين مادياً.

وبعيداً عن صحة وخطأ التقديرات المتعلقة بنسبة السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر من إجمالي السكان، فإن واقع الحال أوضح من الأرقام والتقديرات والتبريرات، في بلد يوصف بالزراعي إلا أن سكانه يأكلون “كل يوم بيومه” ويشترون خيراته بـ “الكاسة”