لكل السوريين

صيد الطير الحر.. ثقافة أصيلة تجذرت في الجزيرة السورية

الرقة/ أحمد سلامة

تشتهر الجزيرة السورية منذ القدم بهواية صيد الطيور الجارحة وتسمى بـ “المقناص”، وتتميز هذه المهنة بكونها هواية يمارسها البعض من الأهالي.

ويتم اصطياد “الطير الحر” أثناء هجرته من “منغوليا وروسيا وتركيا” إذ يمر فوق الأراضي السورية وصولا “لشبه الجزيرة العربية”، فتبدأ تجهيزات الصيادين في هذه الفترة التي تكون من شهر “أيلول” حتى شهر “كانون الأول” وهي فترة رحلة الطير.

وتتسم شعبية هذه المهنة من خلال سعر الطير الذي يحدد قيمته الشرائية من خلال عدة عوامل وهي “العمر السلامة ولون الريشة وحسب نوع الطائر”، وهناك أنواع كثيرة منها “الشامي والجرودي والأبيض والشاهين”، وهي تندرج تحت اسم الطائر الحر.

يبدأ الصيادون “المقناص” بتجهيز عدة الصيد من أجل الخروج إلى المقناص، وتعد الأرياف الشمالية للرقة هي المقصد الأول لهم، كما في ناحية المعيزيلة شمال الرقة. وتكون التجهيزات عبارة عن “شباك، وخيم صغيرة، ومستلزمات الصيد”.

أاما عن طريقة الصيد فتكون عن طريق تجهيز الطعم، وهو “طير الحمام أو القطا”، ويقوم الصياد “المقناص” بربط شباك على ظهر الطعم، بعدها يقوم بإلقاء الطعم عند مشاهدة الطير الحر في السماء، علما أنه يوجد لدى الصياد “منظار” يستطيع بواسطته رؤية الطائر مهما كان مرتفع في السماء.

ويضطر الصياد في غالبية الأحيان لحمل بندقية صيد وذلك تحسبا لتعرض الطعم لهجوم من طير جارح غير الطير الحر المرغوب باصطياده.

يبدأ المقناص من كل يوم فجرا قبل بزوغ الشمس، حيث يخرج الطاروح مبكرا للبحث عن طعامه، وهذه تكون الفرصة المناسبة لاصطياد الطير الحر، وبعدها ينتظر المقناص لقبل غروب الشمس للبحث عن الطاروح في حال عدم مشاهدته صباحا.

وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا “السوري” جولة في منطقة معيزيلة مكان تواجد عدد من الصقّارين، والتقينا بـ “خالد الحسن” أحد صيادي الريف الشمالي للرقة.

وقال خالد “تعد مصدر رزق لهم وهواية في نفس الوقت لكثير من الشباب الذين تشدهم حب المغامرة والاستمتاع برحلة البحث عن الطيور الفريدة والمميزة في البوادي والصحاري والأماكن التي يمر من فوقها الطير أثناء رحلته إلى المناطق الأكثر دفئا في الخليج العربي”.

وأشار إلى صعوبة تصريف وبيع الطير، وذلك نظرا لقلة الاهتمام بهذه المهنة في المناطق الشرقية وتعتمد فقط على الهواة من محبي الطيور وجمالها، وعن السعر الأعلى للطير الحر فقد يصل إلى مئة مليون ليرة سورية وتختلف الأسعار بنوع الطائر المصطاد.

وتعد هذه المهنة من التراث الشعبي الذي يتميز به أهالي الجزيرة السورية بالتحديد، وتكثر نسبة ممارسيها في دول الخليج العربي، وكان العديد منهم يأتون إلى الجزيرة السورية لاصطياد الصقور قبل الأزمة.

وتوقف تدفق محبو صيد الطيور الحرة من الدول المجاورة إلى سوريا بعد بدأ الأزمة، ومع ذلك فإن عشاقها من السوريين لا يزالون يمتهنونها على الرغم من كونها هواية أكثر من كونها مهنة.