لكل السوريين

أبواب مدينة حلب شاهدٌ على الحضارة

حلب/ خالد الحسين

تتميز مدينة حلب بأبوابها القديمة ذات الطراز المعماري الفريد والذي قل مثيلها في العالم أجمع، وتشبه هذه الأبواب إلى حدٍ ما أبواب الأناضول والقسطنطينية من حيث الحجارة المستخدمة في البناء والأشكال والرسومات الموجودة عليها.

وتعد محافظة حلب من أقدم المحافظات السورية على الإطلاق بعد دمشق، وتتميز بعمارات هندسية تعود لآلاف السنين، ومع ذلك وعلى الرغم من المعارك التي شهدتها المدينة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة والدمار الذي خلفته إلا أن الأحياء القديمة لا تزال تحتضن في طياتها تاريخا قديما، يعكس مدى أهمية المدينة تاريخيا وغناها الإرثي.

وفي حديث للسوري مع ‘زين الدين العريف’ طالب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم التاريخ وباحث في مجال الآثار وتوثيق الأحداث التاريخية، قال “كانت حلب تحتوي 15 باباً تم هدم 11 منها لأسباب تتعلق بتوسيع الطرق أو بهدف مشاريع خدمية وعمرانية دون التفكير بمدى جمالية تلك الأبواب التي تعطي حلب طابعاً خاصاً، كما أن بعض تلك الأبواب كباب قنسرين التي تعني قن النسور يمتد إلى فترة ما قبل الإسلام ويتكون من أربعة أبواب تصل المدينة وبعض أجزاء من الريف وكذلك تصل قرية قنسرين أو العيس مع بعضها البعض”.

وأضاف: “من الأبواب التي بقيت عصية على الحروب والكوارث باب الحديد الذي اتخذ اسمه نسبة إلى جيرانه الذين سكنوا بقربه وكانت لديهم حوانيت يصنع بها الحديد، ويعتبر هذا الباب من أهم الأبواب في حلب بني على يد قانصوه الغوري ويقع على مقربة منه العديد من الأماكن الأثرية مثل الجوامع والتكيات والمدارس”.

وأسلف العرف قائلاً: “كذلك الحال بالنسبة لباب إنطاكية الذي يعد من أقدم أبواب حلب وأعرقها متباهياً بجماله ومؤرخاً لحقبة زمنية تعتبر من أكثر الفترات التي ازدهرت بها حلب الشهباء، هذا الباب كان موجوداً على أيام السلوقيين في القرن الرابع قبل الميلاد وهو يقع غرب سور مدينة حلب القديمة وسمي بهذا الاسم لأنه الجهة التي كانت تؤدي إلى عاصمة سورية إنطاكية في تلك الفترة”.

وفي العصر الحديث فإن أماكن هذه الأبواب أصبحت مدائن وعمارات شاهقة تثبت استمرار حضارة حلب إلا أنها مازالت تحافظ على أسمائها، ولذكرها وقع حضاري وتاريخي محبب عند كل الناس وما زالت تعتبر مركز سياحي يقصده الزوار من كافة أنحاء العالم.

وشهدت أحياء عديدة من محافظة حلب ولا سيما القديمة معارك طاحنة أدت لدمار العديد من الأحياء الشرقية في العام 2016، وأدت تلك المعارك لسيطرة القوات الحكومية على كامل أحياء المدينة.