لكل السوريين

‏احتجاجات على غياب مازوت التدفئة بالسويداء.. ووعود بتلبية مطالب المحتجين

السويداء/ لطفي توفيق 

بعد انتهاء المهلة التي حددها المحتجون أمام مبنى المحافظة الذين طالبوا برفع مخصّصات مازوت التدفئة للعائلات إلى 400 ليتر لكل عائلة، أعلنت محافظة السويداء عن إجراء “دراسة دقيقة” للاحتياجات الفعلية للمحافظة، وأقرت بحاجة السكان إلى هذه الكمية.

وأعلنت صفحة المحافظة على فيسبوك، عن اجتماع عقده المحافظ ورئيس مجلس المحافظة ومعاون قائد الشرطة وكافة المعنيين، وأوعزوا فيه للجنة المحروقات المركزية في السويداء، “بإعداد دراسة دقيقة حول الاحتياجات الفعلية للمحافظة من مازوت التدفئة والنظر إلى خصوصيتها من حيث أجوائها الباردة جداً في الشتاء”.

وجاء في صفحة المحافظة أن المجتمعين أبلغوا اللجنة بحاجة كل أسرة بالسويداء بمخصصات لا تقلّ عن 400 ليتر في الموسم كحد أدنى، وهو ما يتطلب زيادة الكميات الواردة إلى المحافظة ورفع الدراسة إلى الجهات المعنية في مجلس الوزراء.

وكان أفراد من المحتجين قد اجتمعوا مع المحافظ قبل انتهاء مدة المهلة، وأخذوا منه وعداً برفع كتاب المحافظة إلى رئاسة مجلس الوزراء، تخاطبهم فيه، بضرورة رفع مخصصات مازوت التدفئة للأهالي نزولاً عند طلب المحتجّين، ومراعاة لوضع الشتاء القارس بالمحافظة.

“بدي دفي ولادي”

وكان ناشطون قد تناقلوا دعوات لتنظيم حراك مدني مع اقتراب فصل الشتاء القارس في محافظة السويداء، وعدم التزام الحكومة بتوفير مازوت التدفئة من المخصصات المدعومة، مع أنها تقلصت إلى 50 لتراً للأسرة هذا العام، وتزايدت حالة الاستياء بين السكان، في ظل عدم قدرة غالبيهم على شراء المازوت من السوق السوداء نظراً لارتفاع أسعاره بشكل خيالي.

وتحت شعار “ما رح خلي ولادي يبردوا”، و”بدي دفي ولادي” توافد المحتجون إلى مبنى المحافظة واعتصموا أمامه، ورفضوا الدخول إلى المبنى بناء على دعوة المحافظ لهم، والتقوا معه أمام المبنى، وأبلغوه مطالبهم، وفندوا الزعم بأن الحصار تسبب بنقص المادة في ظل دخول كميات كبيرة من مادة المازوت بشكل يومي إلى السويداء، وتهريب معظمها، وحرمان الأهالي منها.

كما حذروا من مخاطر عدم توزيع المحروقات بشكل يكفي المواطنين، وانعكاس ذلك على الثروة الحراجية والتحطيب الجائر للأشجار.

وأعطى المحتجون مهلة لتنفيذ هذه المطالب وإلّا سيتبعها التصعيد، حسب تصريحاتهم.

يذكر أن ظاهرة التحطيب الجائر للأشجار واستخدامها كوسيلة تدفئة، تتفاقم مع اقتراب فصل الشتاء كل عام، وقد امتهن الكثيرون تقطيع الأشجار وببيع الحطب بأسعار خيالية لتحقيق الربح السريع، وسط تحذيرات من فقدان المحافظة للغطاء الأخضر في حال استمرت عمليات التحطيب بشكل عشوائي.

في حين أن المازوت موجود بكميات غير محدودة في السوق السوداء، وبسعر يقترب من 800 ألف ليرة سورية للبرميل الواحد.