لكل السوريين

التحالف الدولي يبحث تهديد “داعش” ومصير عناصر التنظيم في شمال شرقي سوريا

عقدت المجموعة المصغّرة للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” اجتماعاً في العاصمة الإسبانية مدريد، بحضور كبار المسؤولين الدبلوماسيين من الدول الأعضاء، لبحث المخاطر الأمنية التي ما يزال يشكّلها التنظيم في سوريا، وخصوصاً في مناطق الشمال الشرقي، وسط دعوات لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التهديدات المتجددة.

وأكد المجتمعون في البيان الختامي للاجتماع، الذي نقلته وزارة الخارجية الأمريكية، التزام التحالف المستمر بـ”تعطيل حركة الإرهابيين وشبكات التمويل والتجنيد”، مشددين على ضرورة تعزيز أمن الحدود وتبادل المعلومات الاستخباراتية.

كما ناقش المجتمعون قضية عناصر داعش الموقوفين في شمال شرقي سوريا وعائلاتهم الموجودين في المخيمات، وأكدوا ضرورة دعم جهود إعادة السوريين والعراقيين ومواطني الدول البقية إلى بلدانهم الأصلية.

وأفاد البيان بأن التحالف يدرس سبلاً جديدة لمواجهة نشاط “داعش” عبر الإنترنت، بما في ذلك استخدام التقنيات الحديثة، في إطار إعادة هيكلة شاملة لزيادة فعالية العمليات ضد التنظيم على المستوى العالمي.

وترأس الاجتماع من الجانب الإسباني ألبيرتو أوسلاي، النائب العام للسياسة الخارجية والأمنية، ومن الجانب الأمريكي غريغوري لوغيرفو، القائم بأعمال منسق شؤون مكافحة الإرهاب، بحضور نائب وزير الخارجية الإسباني دييغو مارتينيز بيليو، الذي أكد في كلمته الافتتاحية على أهمية استمرار الجهود الدولية المشتركة لمواجهة خطر “داعش”.

وتأسس التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” في أيلول 2014 بمبادرة من الولايات المتحدة، بعد تمدد التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا وإعلانه ما سمّي بـ”الخلافة”. ويضم التحالف أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية، تتوزع مهامه بين العمليات العسكرية، والدعم اللوجستي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، إلى جانب برامج التأهيل وإعادة الاستقرار في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة التنظيم.

ومنذ تأسيسه، لعب التحالف دوراً محورياً في دعم قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا، والقوات العراقية في الحرب ضد التنظيم، ما ساهم في تقويض نفوذ “داعش” وسقوط أبرز معاقله، أبرزها الرقة والموصل.

لكن رغم الهزيمة العسكرية، لا يزال “داعش” يحتفظ بخلايا نائمة تتحرك في البادية السورية ومناطق متفرقة من العراق، ما يجعل من استمرار جهود التحالف ضرورة استراتيجية لمنع عودة التنظيم.