لكل السوريين

تركيا تواصل استخدام المياه كسلاح ضد المدنيين في شمال وشرق سوريا

للسنة السادسة على التوالي، تواصل تركيا استخدام المياه كسلاح ضد السكان المدنيين في شمال وشرق سوريا، من خلال قطع مياه آبار علوك، المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمدينتي الحسكة وتل تمر وريفهما، ما أدى إلى حرمان أكثر من مليون ونصف المليون إنسان من حقهم في الحصول على المياه، وسط صمت دولي يثير الاستغراب.

تتفاقم أزمة المياه في المنطقة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ما يزيد من معاناة الأهالي الذين يعتمدون بشكل أساسي على آبار سطحية مالحة وغير صالحة للشرب، ويضطرون إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة، ما يشكّل عبئاً اقتصادياً كبيراً على السكان.

المواطن عاصم حمي من مدينة تل تمر، قال إن المناطق الممتدة من تل تمر حتى الشدادي، بطول يتجاوز 130 كم وعرض 50 كم، تعاني من جفاف وتصحر متسارع نتيجة انقطاع المياه من آبار علوك منذ احتلال رأس العين/ سري كانيه في عام 2019. وأكد أن “الحكومة في دمشق تتحمّل مسؤولية هذا الوضع الكارثي الذي يهدد حياة أكثر من مليون ونصف المليون إنسان”.

فيما أوضح المواطن خضر حج أيوب، أن الأهالي يعتمدون على مياه سطحية مالحة وغير صالحة للشرب منذ سنوات، مشيراً إلى أن سعر خزان المياه يصل إلى 35 ألف ليرة سورية ويكفي العائلة ليومين فقط، مضيفاً: “نطالب الإدارة الذاتية بإيجاد حلول بديلة ومستدامة، فالوضع لم يعد يُحتمل”.

تبذل بلدية الشعب في تل تمر جهوداً لنقل المياه من آبار قرية تل عربوش جنوب المدينة، لكن ضعف الإمكانات الفنية وتعطّل الآليات باستمرار يعوق عمليات التوزيع المنتظم.

وأوضحت حمدية كوتي، الإدارية في دائرة المياه ببلدية الشعب في تل تمر، أن “جميع السكان يدركون أن المياه الجوفية في تل تمر غير صالحة للاستهلاك البشري”، وأضافت: “نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات التركية المتواصلة”.

خلال السنوات الأربع الماضية، قطعت تركيا مياه آبار علوك أكثر من 28 مرة، رغم تدخل منظمات دولية أبرزها “اليونيسف”. ومنذ حزيران 2023، لم تتم إعادة ضخ المياه مطلقاً، رغم كافة الوساطات والمطالبات.

هذه الممارسات تؤكد استمرار سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها تركيا بحق المدنيين في شمال وشرق سوريا، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان.