لكل السوريين

محافظة السويداء.. أزمة مواصلات.. واعتداءات على المزارعين

السويداء/ لطفي توفيق 

تشهد محافظة السويداء أزمة مواصلات غير مسبوقة، في ظل ارتفاع أجور النقل، وتوقف الكثير من وسائله عن العمل، في ظل أزمة وقود خانقة تتصاعد كلما تقلصت مخصصات المحافظة من المحروقات.

مما أدى لصعوبة تنقل المواطنين بين الأرياف والمدينة، وداخل المدينة نفسها، لمتابعة أعمالهم والالتحاق بوظائفهم، بسبب ارتفاع أجور النقل التي وصلت إلى الضعف أحياناً، وتجاوزته غالباً، مما استهلك جزءاً كبيراً من دخل المواطن كما يقول موظف في مدينة السويداء من أبناء مدينة صلخد، الذي يدفع 1600 ليرة يومياً ذهاباً وإياباً للوصول إلى مكان وظيفته، بعد أن رفع سائقو السرافيس أجرة الراكب من السويداء إلى صلخد، من 500 إلى 800 ليرة سورية، موضحاً أن أجور النقل باتت تكلفه شهرياً بحدود 30 ألف ليرة، علماً بأن راتبه الشهري لا يتجاوز الستين ألف ليرة.

وبعد رفع الحكومة أسعار البنزين المدعوم إلى 750 ليرة لليتر الواحد، وارتفاع سعره على البسطات، وفي الأكشاك لأكثر من أربعة أضعاف، وتخفيض الكميات المخصصة لسيارات الأجرة، ارتفع سعر الطلب الداخلي إلى ثلاثة آلاف ليرة، فيما ارتفعت أجرة السرفيس الداخلي من مئة إلى مئتي ليرة.

مما أدخل طلاب المدارس والجامعات، والموظفين الذين يضطرون للتنقل يومياً، بأزمة يصعب حلّها، وأدى إلى المزيد من الازدحام والفوضى في أماكن انتظار السرافيس بمختلف مناطق المحافظة.

عجز حكومي

يبرر أصحاب وسائل النقل رفع الأجور بعوامل عديدة، منها الارتفاع الهائل بأسعار قطع الغيار، الترسيم والتأمين، وشح الوقود وارتفاع أسعارها بالسوق السوداء.

ويقول صاحب سيارة أجرة “كيلو الزيت صار بـ 15 ألف ليرة، وطقم الدواليب بمليون ليرة”، ويرفض تحميل المشكلة للسائقين الذين يبحثون عن لقمة عيشهم، ويعتبر أن المشكلة تكمن في عجز الحكومة عن تلبية أدنى متطلبات المواطنين.

اعتداءات واحتجاجات

ومن ناحية أخرى، اغلق عشرات المزارعين الطريق الرئيسي في بلدة القريّا بالجرارات الزراعية، احتجاجاً على اعتداءات مسلحين، ورعاة مواشي على الأراضي الزراعية الواقعة في الجهة الغربية من البلدة، المواجهة لمدينة بصرى الشام التابعة لمحافظة درعا، وطالبوا بإيجاد حل فوري ودائم لهذه المشكلة.

وقال مصدر محلي إن التعديات المتكررة من قبل المسلحين ورعاة المواشي طالت أكثر من 1500 دونم من المحاصيل الزراعية، ويتم إطلاق النار بشكل متكرر على المزارعين وإحراق الجرارات الزراعية.

وكانت المنطقة قد شهدت اتفاقاً بين وجهاء من محافظتي السويداء ودرعا، أواخر العام الماضي، انسحب على إثره الفيلق الخامس من الأراضي التي توغل بها، بعدما شهدت المنطقة اشتباكات دامية.

ونص الاتفاق على أن تحمي فصائل القريّا المحلية المنطقة من جهة تواجدها، وتمنع أي تعديات باتجاه مدينة بصرى الشام، مقابل أن يحمي الفيلق الخامس المنطقة من جهة تواجده ويمنع التعديات باتجاه بلدة القريّا.

لكن التعديات من هذه الجهة لم تتوقف، بل تزايدت الآونة الأخيرة، في حين قامت فصائل القريّا بضبط المنطقة من جهتها.