لكل السوريين

الفساد والفوضى يجعلان الخدمات في إدلب معدومة

إدلب/ عباس إدلبي 

تعيش محافظة إدلب، شمالي غرب سوريا، الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام المدعومة من الاحتلال التركي، واقعا خدميا سيئا للغاية، يكاد يكون معدوما في إحدى أكثر المحافظات السورية اكتظاظا بالنازحين.

يتضح للمتجول في شوارع المدينة وأحيائها وأحياء النواحي الكبيرة التابعة لها أن نسبة الدمار فيها ليست عالية كغيرها من المحافظات السورية الأخرى، لكن الفوضى التي تعيشها المحافظة يجعلها من أواخر المحافظات قلة في الخدمات.

في جولة لصحيفتنا بأحياء المدينة، اتضح له سوء كبير في الطرقات والمرافق العامة، والتي تكاد تكون أشبه بطرقات قرى نائية، على الرغم من تواجد عدد لا بأس به من المنظمات.

وتسيطر هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب بالكامل، باستثناء بعض البلدات التي استعادتها القوات الحكومية، وعلى الرغم من أنها تفرض إتاوات على المدنيين بحجة الخدمات، إلا أن الواقع يظهر عكس ما تتحجج به الهيئة ومرتزقتها.

رياض، عضو في إدارة المدينة، يعمل مديرا في مكتب الخدمات، يقول “القصف الذي تعرضت له المدينة كان السبب الرئيسي في تعطل معظم الطرقات والمرافق العامة، وهناك تقصير واضح من قبل حكومة الإنقاذ والمنظمات العاملة فيها”.

أبو عبدو، صاحب متجر في مدينة إدلب، قال “الإهمال واللامبالاة وسوء الواقع الخدمي يعكس الفساد المستشري في مؤسسات الإنقاذ التابعة للهيئة، وعلى الرغم من فرضها للضرائب على كل شيء بحجة إعادة الإعمار وتحسين الخدمات إلا أننا لم نلحظ سوى التصريحات”.

وتلعب القبضة الأمنية التي تفرضها الهيئة دورا كبيرا في عدم القدرة على التظاهر من قبل المواطنين احتجاجا على سوء الخدمات في المحافظة ككل.

عامر، يعمل في تجارة الألبسة، يقول “الكثافة السكانية وشدة ازدحام المدينة بالسيارات يتطلب العمل على تحسين الواقع الخدمي طرقات محفرة وكهرباء باهظة الثمن ومرافق عامة تحولت لأسواق وأرصفة أصبحت براكيات تجارية، يترافق معها الفساد من قبل الجهات المعنية والتي تكتفي بجمع الضرائب متجاهلة حياة المواطن وأسباب تردي الحالة الخدمية”.

ويتواجد في محافظة إدلب قرابة 3 مليون ونصف من النازحين والمهجرين من المحافظات السورية، ويتواجد فيها العشرات من المخيمات التي تعاني هي الأخرى من سوء الخدمات فيها.

وتعد مشكلة النفايات المعضلة الأكبر التي تهدد أطفال الخيم، والتي أدت لانتشار عدة أمراض أبرزها اللشمانيا والجرب وغيرها من الأمراض الجلدية.

وبحسب تقديرات دولية، فإن أكثر من مليون وسبعمئة ألف نازح يقطنون في المحافظة.