لكل السوريين

محاولة فتنة جديدة بالسويداء.. والأهالي يحبطونها

تمكن عقلاء المحافظة من تطويق محاولة فتنة جديدة عصفت بالسويداء، حيث هاجمت مجموعة مسلحة معروفة بارتباطاتها الأمنية حي المقوس الذي تقطنه عائلات من عشائر المحافظة شرقي المدينة، واجتاحت مسبحاً فيه بذريعة ملاحقة مطلوبين، وقتلت اثنين في المسبح وآخر بجواره، وخطفت عدة أشخاص، مما جعل المدينة تعيش حالة من التوتر والاشتباكات ليومين متتاليين.

وكرد فعل على الحادثة، تجمع أقارب الضحايا والمفقودين على الطريق المؤدي إلى مدينة السويداء ويمر من وسط الحي، وقطعوه بالإطارات المشتعلة، واعترضوا سيارات المارة مطلقين النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتل مواطن كان عابراً بالصدفة، وإصابة آخر.

كما تضررت عشرات المنازل في الحي والأحياء المجاورة، بسبب الرصاص العشوائي،

واستهدف مسلحون مجهولون قريتي كناكر والأصلحة بالريف الغربي من المحافظة بالرشاشات المتوسطة دون سقوط خسائر بشرية.

وساد هدوء حذر في المدينة بالتزامن مع بداية المساعي التي بذلها العقلاء لتطويق الفتنة.

تطويق الفتنة

‏بعد محاولة الفتنة وخلالها، قامت مجموعة من الحسابات الوهميّة على فيسبوك، بمحاولة شحن وتحريض مكوّن على أخر، إلّا أن الأهالي سرعان ما تصدوا لتلك الحسابات وفضحوا أهدافها.

وحال وعي أبناء العشائر دون تطور الفتنة، حيث ثمّن سكان حي المقوس موقف أهالي السويداء الذين استنكروا الجريمة، وتواصل الفعاليات الاجتماعية والدينية معهم، وتأكيدها على الرفض القاطع للجريمة، ورفع الغطاء الاجتماعي عن المجرمين.

وبعد يومين من وقوع الجريمة، أزال أهالي المقوس جميع المظاهر المسلحة، وفتحوا الطريق أمام المارّة، وأوقفوا جميع الردود العشوائية، مؤكدين أن مشكلتهم محصورة مع القتلة فقط، في خطوة تهدف إلى نبذ الفتنة، والتمسك بالعيش المشترك.

وأكد أحد وجهاء حي المقوس أن وجهاء العشائر اتفقوا مع ذوي الضحايا على وقف ردود الفعل العشوائية وفتح الطرقات، دون التنازل عن حقهم، وقال إن “غريمنا معروف، ولن يضيع حقٌ وراءه مطالب”.

الفاعل بما فعل

تأكيداً على عدم الانجرار وراء دعوات الفتنة والتحريض، وللعمل على تطويق أي نزاع محتمل، عقد لقاء في دار الزعامة التقليدية بمدينة شهبا شمال السويداء، جمع المرجعيات الدينية والاجتماعية والمدنية بالمحافظة، وممثلين عن العشائر فيها.

وأجمع الحضور على الاستمرار في محاربة أية نزعات انتقامية، أو ردود فعل ثأرية، وشددوا على التزامهم بالقوانين والأعراف، عملاً بقاعدة “الفاعل بما فعل”، وأكدوا على وحدة أبناء البلد بكافة مكوناته وأطيافه.

ولاقى الاجتماع ترحيباً واسعاً من أهالي المدينة وسط دعوات لتكثيف اللقاءات بين أبناء البيت الواحد في الجبل الذي تتعايش فيه كل المكونات بمحبة وتعاون.

يذكر أن محاولات افتعال الفتن تكررت كثيراً في المحافظة، ولكن حكمة وتعقل الأهالي بمختلف مكوناتهم، وقفت في وجه كل هذه المحاولات.

ومازال الوضع يتطلب اليقظة والتعاون للوقوف بوجه المجرمين والمروجين للفتن وخطاب الكراهية مهما كان انتماؤهم، ومنعهم من إثارة المزيد من الفوضى، ولفت أنظار الناس عن ظروفهم المعيشية الخانقة وأزماتهم المتراكمة.