لكل السوريين

الحرب على أوكرانيا.. تدخل مرحلة جديدة وتنذر بمعارك حاسمة

صعدت موسكو من هجماتها على أوكرانيا في أعقاب تفجير جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم المحتلة مع البر الرئيسي لروسيا.

وقال الرئيس الروسي “من الواضح أن المخابرات الأوكرانية أمرت ونظمت ونفذت الهجوم الإرهابي الذي يهدف إلى تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية لروسيا”، وتوعد بأن الرد على أي هجمات أوكرانية أخرى سيكون شديداً.

ومع أن أوكرانيا لم تعلن بشكل واضح مسؤوليتها عن تفجير الجسر المهم لنقل القوات والذخائر إلى القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، إلّا أن الصحف نقلت عن مسؤول أوكراني كبير تحدث إليها شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب الحظر الحكومي على مناقشة الانفجار، وأكد في حديثه أن أجهزة المخابرات الأوكرانية تقف وراء التفجير.

ومازال الوضع مرشحاُ للتصعيد في ظل تهديدات بوتين، وهجوم قواته على مدينة باخموت شرق دونيتسك، ومحاولات تطهير مقاطعة خيرسون من القوات الأوكرانية.

تحذير أممي

قالت الأمم المتحدة إن القصف الروسي على عدة مناطق أوكرانية قد يمثل جريمة حرب إذا تبين أن الأهداف المدنية استهدفت عمداً.

وطلبت الناطقة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان من روسيا أن تتوقف عن تصعيد العنف.

وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تزايد الأوكرانيين الذين سيضطرون للفرار من منازلهم بعد أن عادت الصواريخ لتنهمر على كييف ومدن أوكرانية أخرى.

وهدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بالقضاء على الجيش الروسي كلياً في حال استخدم الرئيس فلاديمير بوتين السلاح النووي ضد أوكرانيا.

وشدد المسؤول الأوروبي على جدية الدول الغربية والولايات المتحدة في اتخاذ رد عسكري قوي ضد روسيا إذا ضربت أوكرانيا بسلاح نووي.

وقال بوريل يجب على بوتين أن يفهم أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف الناتو، سيردون على أي هجوم نووي ضد أوكرانيا رداً قوياً “من شأنه أن يقضي على الجيش الروسي”.

دعم غربي

تعهد الرئيس الأميركي بتزويد أوكرانيا بأنظمة جوية متقدمة “بعد تعرضها لوابل من الهجمات الصاروخية المدمرة من روسيا”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سيواصلون فرض عقوبات على روسيا، ومحاسبتها على جرائم الحرب التي ترتكبها، وتزويد أوكرانيا بالمساعدات الأمنية والاقتصادية.

وبدوره أعرب الرئيس الفرنسي عن قلقه حيال الضربات الصاروخية الروسية على أوكرانيا، وتعهّد بزيادة الدعم العسكري الفرنسي لكييف.

وأكّد قصر الإليزيه في بيان له على التزام فرنسا بزيادة دعمها لأوكرانيا “بما يتوافق مع الاحتياجات التي طابتها كييف، بما في ذلك في مجال المعدات العسكرية”.

ومن جهتها تعهدت ألمانيا بتزويد أوكرانيا بمنظومة دفاعية توفر لها حماية على نطاق واسع.

وأكدت مجموعة الدول السبع في ختام قمتها الطارئة استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، وحذرت من أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو النووية من قبل روسيا ستكون له عواقب وخيمة.

حرب استنزاف

تشير تعليقات الخبراء العسكريين الروس إلى أن الضربات الصاروخية التي تعرضت لها كييف وغيرها من المدن الأوكرانية ليست إلّا بداية مرحلة جديدة في الحرب الروسية في أوكرانيا، وستكون فيها موسكو أكثر حسماً منذ بداية هجومها العسكري.

ويزعم الخبراء أن الولايات المتحدة تتعمّد إطالة أمد الحرب، التي كان يمكن عدم وقوعها لو تجاوبت المنظومة الغربية مع متطلبات روسيا بخصوص الضمانات الأمنية.

ويشيرون إلى أن ما يدور الآن في واقع الحال هو حرب استنزاف، إذ تريد الإدارة الأميركية أن تورط موسكو نتيجة لها في مواجهة طويلة الأمد “تفقدها مواردها الاقتصادية والسياسية والمالية والبشرية، لتضعفها كأكبر منافس لها على الساحة الدولية”.

ويشيرون إلى أن الغرب لا يدرك أن هذه المعركة في نظر روسيا هي “مسألة حياة أو موت”، وإذا انهزمت فيها، ستبدأ عندئذ سلسلة لا تنتهي من الضغوط والاستفزازات والابتزازات.

معارك حاسمة

دعت السلطات المحلية الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون السكان إلى مغادرة المقاطعة باتجاه المناطق والأقاليم الروسية الآمنة، بما يسمح للقوات الروسية بالمناورة خلال عملية تطهير المنطقة من القوات الأوكرانية.

وأكدت روسيا أن هذه الخطوة تهدف إلى إتاحة المجال أمام قواتها لطرد القوات الأوكرانية من  خيرسون.

وعلى الطرف الآخر، قال المجلس الإقليمي الأوكراني لمقاطعة خيرسون إن ما تسميه السلطات الموالية لروسيا بعملية إخلاء، ليس سوى عملية ترحيل للسكان المتعاونين معها.

وذكر المجلس أن دعوة المغادرة تقتصر فقط على من وصفتهم بالمتواطئين مع موسكو.

وفي شرق دونيتسك تعرّضت مدينة باخموت لقصف روسي عنيف، وقالت مصادر محلية إن المعارك تجددت على حدودها، وإن القوات الروسية استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيطها بعد شن هجوم عليها من عدة محاور.

ومن جهتها أفادت مصادر إعلامية روسية ببدء انسحاب القوات الأوكرانية من المنطقة جراء الهجوم الذي تشنّه القوات الروسية على هذا المحور.