لكل السوريين

أيها الأيتام…اذهبوا للشارع سنستثمر المبنى

السوري/ دمشق– لم يتوقف ألم أيتام سوريا عند فقد ذويهم، بل يتعرضون للكثير من المعوقات والتعقيدات، التي تضعها الحكومة السورية أمامهم وأمام عوائلهم، وبينهم الكثير ممن ترك مقاعد الدراسة، وحسب المعلومات المتوفرة، فإن من بينهم من لا يستطيع القراءة والكتابة، والكثير منهم توجهوا إلى سوق العمل، حيث يجري استغلالهم من قبل أرباب العمل لحاجتهم فيمنحوهم رواتب ضئيلة.

وقد كشفت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدمشق، في أواخر عام 2018، عن إحصاء كشف أن ما يزيد على 30 ألف يتيم في دمشق وريفها، وأن 600 يتيم منهم فقط يعيشون في دور رعاية الأيتام، بينما صدر في عام 2017 إحصاء نشره «المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية» قال: “إن عدد الأيتام بلغ نحو 14 ألف طفلًا في الغوطة الشرقية”.

ومعظم الأطفال الأيتام والمشردين يعانون من عدم الرعاية، الأمر الذي أسفر عن انتشار ظاهرة الأطفال المشردين داخل مراكز المحافظات السورية، فضلًا عن استغلالهم من بعض الجهات الخارجة عن القانون في التسول وترويج المخدرات، بالإضافة للمعاملة السيئة لهم في أغلب دور الأيتام، وقد انتشر سابقا على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وسم حمل عنوان “إغاثة اليتيم كلنا رنا”، وذلك على خلفية توقيف قوات الأمن السورية، لسيدة في دمشق اشتكت من تعرض أطفال في دار للأيتام للضرب على يد مشرفاتهنّ.

أعداد الأيتام في دور الراعية الخاصة بهم، تضخمت بشكل كبير بسبب الحرب، ليجد المتابع لهذا الشأن أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال اليتامى، وأن القوانين تتضمن تعليمات صارمة لكل عائلة ترغب في أن تتكفل بأحد هؤلاء الأيتام، للعيش في وسطها، ونتيجة لهذه القوانين، ذهب الكثيرين إلى “التبني في الظلام، ودفعت المشايخ إلى تبرير ذلك، والمساهمة به أحياناً كثيرة، بحسب ما جاء في تقرير لجريدة الأيام السورية.

إلا أن امتناع إحدى دور الأيتام عن استقبال أطفال وطردهم كان أمرا غير متوقع، فبحسب مصادر محلية نقلت أن “ميتم سيد قريش الخيري” الذي تأسس عام 1880 بجهود الأيدي الخيرة من أبناء دمشق، وغيرها من المحافظات والذي يضم أسرة يتجاوز عددها 200 شخص، ويعيش الجميع فيه طلابا ومشرفين وإدارة، سيوصد أبوابه.

ونقلت هذه المصادر أنه في يوم 20/8/2020 تم إغلاق الميتم وعلى الجميع توضيب حاجياتهم لمغادرة المبنى.

وأوضح المصدر أنه بعد سؤال عدد من العمال والمشرفين في الميتم والاستقصاء عن الأسباب، قام البعض بالإجابة مشترطا عدم ذكر اسمه، أن الإدارة الحالية قامت بهذه الخطوات، بالاتفاق مع مستثمرين مهتمين باستئجار المبنى واستخدامه لأغراضهم التجارية.

فيما بررت الإدارة أن أغلاق الميتم سيتم بسبب انتشار فيروس كورونا، وهي حجة غير منطقية إلا أنها خطوة ضرورية لإفراغ الميتم والقيام بأعمالهم.

الجدير بالذكر أن هناك أكثرمن60 مشرف وعامل في الميتم يعتمدون على عملهم فيه لتأمين قوتهم اليومي بحسب المصدر.

تقرير/ روزا الأبيض