لكل السوريين

كتب مدرسية قديمة.. وقرارات وزارية استعراضية

السوري/السويداء- يعاني الأهالي في السويداء من أوضاع اقتصادية خانقة، لا تمكنهم من تأمين معظم مستلزمات أبنائهم للعام الدراسي، في ظل ارتفاع غير مسبوق في أسعار الدفاتر والأقلام والملابس وغيرها، وجاءت مشكلة الكتب المدرسية لتزيد من معاناتهم.

فمع بداية العام الدراسي الحالي قامت مديرية التربية بتوزيع كتب مدرسية قديمة، وتمارينها محلولة عليها، وصفحاتها مليئة بخربشات، ورسومات عشوائية من قبل من استعملها سابقاً، مما تسبب بإرباك للتلاميذ وذويهم، واضطر بعضم إلى شراء كتب جديدة من مؤسسة الكتب المدرسية بأضعاف السعر المكتوب عليها، أو من المكتبات العامة في حال عدم وجودها فيها.

في السنوات الماضية كان الأهل يتوجهون نحو المكتبات العامة لشراء الكتب الجديدة التي تتواجد بكثرة على رفوفها، بينما تغيب عن رفوف مكتبات المؤسسة العامة للكتب المدرسية.

أما اليوم، وفي ظل الغلاء الفاحش وضيق الأحوال المادية، فإن معظم الأسر تعجز عن شراء كتب جديدة، ويبقى على الطالب أن يدرس في الكتب المهترئة المستلمة من قبل المدرسة.

شكاوى بالجملة

لا يكاد يخلو موقع للتواصل الاجتماعي، أو لقاء مباشر، أو زيارة للمدارس، من شكاوى الأهالي وتذمرهم واحتجاجاتهم على هذا الوضع المزري، وتأكيد الكثيرين منهم عدم قدرتهم على شراء كتب لأبنائهم، خاصة الأسر التي لديها عدد من الطلاب.

ويرى بعض الأهالي أنه لا بأس من استعمال الكتب المخصصة للقراءة مرة أخرى من قبل تلميذ آخر، أما الكتب التي يتم حل التمارين والوظائف عليها، فلا يمكن استعمالها مرة أحرى.

ويتساءل آخرون: هل على التلميذ أن يمسح كل التمارين المحلولة على الكتب من العام السابق؟ وإذا اعتمد التلميذ حل هذه التمارين المحلولة مسبقاً، هل يبقى للتعليم فائدة؟.

واشتكى بعض الأهالي من عودة أولادهم المدرسة دون استلام الكتب، حيث رفض المدير تسليمهم الكتب لأنهم لا يرتدون اللباس المدرسي، متسائلين: أين القرار الوزاري الذي يؤكد على عدم التدقيق على اللباس المدرسي.

الوزارة للقرارات فقط!

وكانت وزارة التربية قد طلبت من الطلاب رفض استلام الكتب المهترئة، وصرح مدير المؤسسة العامة للطباعة فيها بأن كتب الأنشطة واللغات، يجب أن توزع جديدة على الطلاب.

وباقي الكتب يمكن توزيعها مستعملة كون الطالب لا يحتاج للكتابة عليها، ويمكن استخدامها من قبل أكثر من طالب على التوالي، على أن تكون بحالة جيدة جداً.

وأكد أنه في حال رفض إدارة المدرسة إعادة الكتب المهترئة، يستطيع الأهالي التواصل مباشرة مع المؤسسة وستتم الاستجابة لطلبهم فوراً.

في حين أرجع مصدر في مديرية المطبوعات، عدم إمكانية تأمين كتب جديدة لجميع الصفوف هذا العام لعدة أسباب، منها زيادة أسعار الورق بشكل كبير جداً، ومنها ما يتعلق بالحصار المفروض على سورية، إضافة لما حصل بسبب جائحة كورونا.

تقرير/ لطفي توفيق