قالت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة أنباء رويترز، اليوم الثلاثاء، إن سلطة دمشق وافقت على تسليم أرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى إسرائيل، في خطوة تهدف إلى تخفيف التوتر بين الطرفين وإبداء حسن نية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأعلنت إسرائيل، الأحد، استعادتها مجموعة من الوثائق والصور والممتلكات الشخصية المرتبطة بكوهين، مشيرة إلى أن جهاز الموساد تعاون مع وكالة استخبارات أجنبية لتأمين تلك المواد.
وأوضح مصدر أمني سوري ومستشار لرئيس سلطة دمشق، إلى جانب شخص مطّلع على المحادثات غير العلنية بين الجانبين، أن تسليم الأرشيف جاء بمبادرة غير مباشرة من رئيس السلطة، في مسعى لتهدئة التوترات وبناء ثقة مع واشنطن.
وكان إيلي كوهين قد أُعدم في عام 1965 في ساحة عامة بدمشق، بعد أن تمكن من التسلل إلى الدوائر العليا في النظام السوري آنذاك، ويُعدّ من أبرز عملاء الموساد، حيث ساهمت معلوماته في تمكين إسرائيل من تحقيق نصر عسكري في حرب 1967.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، كوهين بأنه “أسطورة” و”أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة”.
ورغم أن إسرائيل سعت طويلاً لاستعادة جثته، فإن الموساد اعتبر استعادة أرشيفه “إنجازاً على أعلى المستويات الأخلاقية”، مشيراً إلى أن العملية تمت بسرية وبمشاركة جهاز استخبارات أجنبي حليف.
ورفض كل من مكتب نتنياهو، وسلطة دمشق، والبيت الأبيض التعليق على الدور السوري في العملية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود أوسع لبناء الثقة، تشمل أيضاً إعادة رفات ثلاثة جنود إسرائيليين قُتلوا خلال مواجهات في لبنان في الثمانينات، حيث أُعيدت جثة أحدهم – تسفي فليدمان – الأسبوع الماضي.
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر بأن الإمارات لعبت دور الوسيط في محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا، تضمنت خطوات تهدف إلى تخفيف التوتر وتطبيع العلاقات.
وكان ترامب قد التقى رئيس سلطة دمشق بشكل مفاجئ في السعودية الأسبوع الماضي، حيث دعاه إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأعلن عزمه رفع العقوبات عن سوريا.