لكل السوريين

فرضوها على السوري فكانت وبالاً عليه

السوري/ادلب – الليرة التركية حديث الشارع ومحور نقاشه، لماذا فرضت، ومن فرضها، وماذا حققت؟، أسئلة كثيرة تدور في أذهان المواطنين القاطنين في ادلب، حول سلبيات دخول الليرة التركية، وما مدى انعكاسها على حياة الفرد.

اعتبر أهالي ادلب أن دخول الليرة التركية، وفرضها على المواطن، ما هو إلا صفعة تضاف لمجموع الصفعات التي تعرض لها الشعب السوري، فبدل تخفيف اعباء تواتر سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، دخلت الليرة التركية لتزيد من أعباءٍ أضيفت لكاهل المواطن وزادت من فقره.

أبو بسام مواطن مهجر من ريف حماة الشمالي، اختصر كلامه بالسب والشتم على من فرض الليرة التركية، وأجبره على تداولها لأنها، وبحسب رأيه كانت خطوة كارثية، أفقرت الشعب وزادت معاناته، والهدف منها تقوية الاقتصاد التركي على حساب المواطن المسكين.

إلا أن أم عبد الله كان لها وجهة نظر مغايرة فقد أصرت على اتهامها لمن كان السبب، في فرض الليرة التركية بالعميل والمأجور، وأضافت لقد أثرت الليرة السورية على حياتنا وأفقرتنا ولا أريد التعامل بالليرة التركية.

كثير ممن أجرينا معه استطلاع حول سلبيات الليرة التركية، كانت آرائهم شبه متقاربة، حتى شريحة التجار كان لهم رأيٌ ووجهة نظر، لا تختلف عن الباقي ممن يقطنون في المدينة، حيث أنهم عبروا عن استيائهم من تلك الخطوة الغير محسوبة، والتي أثرت بشكل او بآخر على مستوى حياة الفرد، وساهمت بزيادة فقره ومعاناته.

وقد حدثنا السيد أنور، أحد تجار مدينة سرمدا حول تأثير الليرة التركية على السوق، وخاصةً بعد تهاوي الليرة التركية أمام الدولار، قائلا: لقد كنا نستورد البضاعة بالدولار، ونوزعها إما بالدولار أو بالليرة السورية، فكان الفارق بسيطاً بحسب تصريف الدولار، أما الآن فقد نستورد بالدولار ونحولها لليرة التركية، وتصل للمواطن بثلاث عملات يختار التاجر العملة الأرباح من حيث الصرف، وهذا يعني ضياع المواطن، وعدم درايته بتلك اللعبة الحسابية التي تكلفه المزيد من الخسارة.

ومن ناحية أخرى هناك أمر آخر أظهر بمضمونه شكل العمالة والتآمر على الشعب، والمتمثل بفرض التعامل بالقوة من قبل السلطة المسيطرة (هيئة تحرير الشام) كما حصل بسوق المواشي في منطقة سهل الروج، حيث أقدمت القوة التنفيذية على اعتقال أحد تجار المواشي، بسبب تداوله لليرة السورية والتي أدت للمواجهة بين التجار وعناصر تلك القوة، الأمر الذي تسبب بامتعاض التجار ورواد تلك الاسواق، وزيادة الاحتقان لدى الشارع الرافض لفكرة التداول بالليرة التركية بشكل عام.

وقد تعالت الاصوات المناهضة لدخول الليرة التركية في الآونة الاخيرة، وذلك بسبب الانهيار الملحوظ لليرة التركية مقابل الدولار، وما تسبب بخلل واضح وملموس على حياة ودخل الفرد، والمترافق مع انعدام فرص العمل، وزيادة نسبة البطالة التي تعدت الـ 90% على كامل الشمال الغربي لسوريا.

تقرير/ عباس إدلبي