الرقة/ أحمد السلامة
يحذر مربو الماشية في أرياف الرقة من انقراض مواشيهم إن استمر الوضع على ما هو عليه، فالأسعار العالية للأعلاف والأدوية وانعدام حركتي البيع والشراء.
وتنتشر في مناطق البادية السورية مهنة تربية الأغنام، وهي مهنة قديمة ترتبط بالبدو، تتركز في مناطق شمال شرق سوريا في الجزيرة وبعض مناطق حوران، ويعمل بها معظم سكان البادية والأرياف، كونها تعتبر غذاء لهم ومصدر رزقهم، فيهاجرون من أجلها في الصيف والشتاء بحثا عن المرعى.
وشهدت السنة الماضية جفافا كبيرا أدى إلى تراجع في تربية الأغنام في مدينة الرقة نظرا لقلة المرعى “الكلأ”, وغلاء الأعلاف من ناحية أخرى، وذلك بسبب قلة المطر وعدم نمو الأعشاب التي تعتبر غذاء أساسي للأغنام في البادية، مما أدى إلى انخفاض سعرها وعدم قدرة أصحابها على تغطية تكاليف تربيتها.
وكانت لصحيفتنا جولة في ريف الرقة الشمالي، للوقوف على حجم المعاناة التي وصل إليها مربيي “الأغنام” من صعوبة في تربيتها بسبب شح الأمطار وارتفاع سعر الأعلاف، فكان لنا لقاء مع “خالد الطايل”، وهو من عشيرة بني خالد التي تستقر في ريف الرقة الشمالي “قرية الحكومية”، ويجني أغناما، كان قد نزح بها من المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية قبل بضعة أعوام، وانتهى به الحال في الرقة.
وأوضح الطايل “تربية الأغنام مهنتنا من سنين قديمة ونحن نعمل بها كبارا وصغارا, فنحن ننتقل من أجلها في جميع بقاع سوريا من مناطق الشامية إلى الجزيرة, ومن حوران إلى بادية تدمر, بحثا عن الكلأ والماء, وتنتج لنا الغذاء من أجبان والبان, إذ تعتبر مهنتنا الوحيدة”.
ويضيف “السنوات الثلاث الأخيرة شهدت قحطا قاسيا أدى إلى عدم القدرة على تأمين الأعلاف للأغنام، فالعلاقة بين تربية الأغنام والزراعة وما يلحقها من جفاف علاقة تبادلية، فكلما قلة المطر أرتفع سعر العلف وذلك بسبب قلته، فتصبح المساحات المزروعة قليل جدا، وبذلك يقل المرعى على الأغنام فتصبح تربيتها صعبة“.
ووصل سعر الكيلو الواحد من مادة النخالة العلفية لـ 1300 ليرة سورية، كما بلغ سعر الكيلو الواحد من التبن إلى 900 ليرة، ما أدى إلى قلة شرائه، وبالتالي انعكس الوضع سلبا على مربيي المواشي.
وتراجعت حركة بيع الأغنام بشكل مخيف مؤخرا، ما جعل الكثير من مربيي الماشية يحذرون من انقراضها في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
ويتراوح سعر رأس الغنم بين الـ 100 ألف إلى 300 ألف ليرة بحسب النعجة سواء كانت “حايل أو عشرة”، بحسب ما قال مصطفى المصطو، وهو دلّال أغنام في سوق حزيمة شمالي الرقة.