لكل السوريين

قرى محافظة طرطوس تعاني من العطش ولا حلول حكومية

طرطوس/ أ ـ ن

تعاني قرى منطقة القدموس الشمالية والجنوبية، مثل بسقاية والشعرة والمشيرفة ونعنو والمقرمدة وخربة عامودي، وجرد القدموس والحاظرية والطواحين وشمسين ورام ترزة وحدادة وبدوقة ودير الجرد والنواطيف والدي، وبلوسين وعين قضيب الواقعة في الشرق وقرى العليقة وجارة الوادي وكعبية عمار، علماً أن بعض تلك القرى فيها عيون ماء لكنها شحيحة ويقف عليها الناس بالدور وبعضهم يضطر للسهر ليلا أمام مناهل المياه ليحظوا بماء يسد رمقهم.

مشكلة انقطاع المياه في منطقة القدموس وقراها المحيطة قديمة ومزمنة دون حلول، على الرغم من تكرار الشكاوى حيالها طيلة هذه السنين دون جدوى، وقد وصلت فترات القطع المتواصل إلى عشرات الأيام المتتالية في بعض القرى.

قرى جرد القدموس في الريف الشرقي والشمالي وقرى الريف الشمالي الغربي عن انقطاع المياه عنهم حيث تتراوح المدة بين 20-30 يوماً وهناك قرى أكثر من ذلك حسب كل منطقة.

قرى جرد القدموس وأكثر من مئة قرية تتبع القدموس وبانياس تعاني من عطش معيب بحق كل مسؤول له علاقة بالمياه في محافظة طرطوس.. والمصيبة هذه ليست وليدة البارحة بل عمرها سنوات وسنوات.

والمضحك المبكي أن معظم هذه القرى تعبرها انهار وتتفجر فيها الينابيع ومعدل الامطار فيها الاعلى في سورية.

أما القائمون على المياه في المحافظة يبدو أنهم ألفوا رؤية تلك القرى عطشى وألفوا مناظر الفقراء المنهكين بالمصائب وهم ينقلون الماء على ظهور الدواب هذا إن وجدت الدواب، وثمن برميل الماء5000 ل. س وأصغر صهريج 100ألف ليرة، في هذه الظروف الاقتصادية الضاغطة التي تفوق قدرة أغلب الناس على تحملها، ورغم النداءات المتكررة وحتى اليوم لم يتلقوا أي استجابة.

قرى عديدة في محافظة طرطوس تعيش معاناة حقيقية مع العطش في بداية كل موسم صيفي، ورغم غناها بالعديد من الينابيع وهدر مياهها بغزارة على الطرقات والأراضي الزراعية في فصل الشتاء، لم تفلح الدراسات والاجتماعات والخطط بإيصالها لمنازل السكان العطشى في ظل قلة عدد ساعات الضخ، وما يرتبط بها من ضعف في التغذية الكهربائية ونقص المحروقات، الأمر الذي يرتب على المواطنين أعباء مالية إضافية واضطرارهم لشراء صهاريج المياه للشرب وللاستخدامات المنزلية وبأسعار مرتفعة.

ومع قدوم فصل الصيف تتوالى الشكاوى من المواطنين عن نقص كمية المياه الواصلة إليهم، وخاصة في أرياف صافيتا والدريكيش ومنطقة القدموس وريف بانياس وبعض أحياء مدينة بانياس كحي المروج والقصور الشرقي حيث لا تصل المياه إلى الطوابق العالية فيها بسبب ضعفها، ومنهم من اشتكى من وصول المياه إلى بيوتهم 3 ساعات فقط كل 11 يوماً وبضغط لا يكفي لوصول المياه إلى الخزانات الموضوعة على أسطح المنازل من دون استخدام المضخات الكهربائية، وهنا يلعب الحظ دوره الأساسي حسب نظام التقنين الكهربائي، علماً أنه حتى لو صدف وصول المياه في أوقات التغذية الكهربائية.

ويتشارك أهالي ريفي الدريكيش وصافيتا معاناة العطش مع سكان أرياف مناطق المحافظة، رغم وجود سد الدريكيش المخصص لمياه الشرب، لكن أغلب القرى عطشى كالرجام وفتاح نصار التي لا تصلهم المياه إلا كل 20 يوما وهي التي تقبع بجوار نبع الغمقة، وتجلت مطالب أهالي القرى بفتح آبار لتعويض نقص المياه، وإعفاء مشروع ضخ شباط من التقنين الكهربائي لتأمين استمرارية الضخ وري القرى التابعة له، وإقامة قناة لجر مياه سد الدريكيش إلى العوجة، وفي كل القرى التي تعاني من العطش كان هناك مطالبة بعدالة توزيع المياه.

من بين غرائب التناقضات التي تنغص حياة المواطن السوري هناك الأكثر غرابة وطرافة بل المأساوية في محافظة طرطوس التي تعيش نسبة كبيرة من سكان أريافها في حالة من العطش والعوز الشديد للمياه الصالحة للشرب رغم النعمة التي انفرد بها الساحل السوري كأعلى نسبة للأمطار، والذي يقوم بجولة في جبال المحافظة ووديانها خلال أشهر فصلي الشتاء والربيع حيث تتفجر العشرات من الينابيع العذبة ساكبة خيراتها في عدد كبير من الأنهار التي تصب في البحر، سيعرف المعنى الحقيقي للهدر بغياب المشروعات الكافية لتخزينها واستثمارها.