السويداء/ لطفي توفيق
بعد مجموعة من الاتصالات مع أطراف مختلفة منها جهات حكومية، أفرج جهاز “الأمن العام” عن الوفد الذي تم اعتقاله خلال توجهه إلى محافظة الرقة لحضور فعالية مدنية تنظّمها الإدارة الذاتية.
وكان أحد الحواجز في ريف حمص، قد أوقف الحافلة التي تقل أعضاء الوفد، واحتجزهم في إحدى مقراته بحمص، ثم نقلهم إلى سجن حارم في إدلب، قبل أن يطلق سراحهم في اليوم التالي.
ونشر أحد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم مقطع فيديو تحدث فيه عن تعرضه للتعذيب، وكشف عن آثار كدمات شديدة على ظهره وكتفه.
كما نشر أحد المعتقلين تسجيلاً صوتياً قال فيه إن جميع أعضاء الوفد تعرضوا للضرب الشديد والإهانات خلال توقيفهم على الحاجز، وتحدث معتقل آخر عن تعرضهم للتحقيق حول أسباب زيارتهم إلى محافظة الرقة، وعن ارتباطاتهم بالإدارة الذاتية، مؤكداً تعرضهم للضرب المبرح.
وأشار أعضاء الوفد إلى أن الاعتقال كان تعسفياً وغير قانوني، واستنكروا تعرض المعتقلين من الرجال والنساء للضرب والإهانات، وأكدوا على حقهم في التنقل على كافة الأراضي السورية، وممارسة نشاطاتهم السياسية، وشددوا على ضرورة وقف هذه الممارسات غير القانونية.
انتهاكات وتهديد
التقى وفد من الناشطين والناشطات الذين تعرّضوا للاعتقال، ممثل حكومة دمشق في السويداء مصطفى بكور في مبنى المحافظة، وسط استياء شديد من ممارسات أعادت إلى الأذهان عقلية الأجهزة الأمنية للنظام البائد.
وبحضور عدد من الفعاليات المدنية ووسائل الإعلام المحلية، كشف المعتقلون المفرَج عنهم عن آثار الكدمات على أجسادهم، وتحدثوا عن اعتقال الحاجز لهم، ونقلهم إلى سجن حارم، وعن المعاملة المهينة والإساءات الطائفية التي تعرّضوا لها من قِبل عناصر الأمن العام، وكشفوا عن انتهاكات واسعة تحدث في هذا السجن.
وأكد أعضاء الوفد أنهم تعرّضوا لتهديدات بالقتل والتصفية، كما أكدوا أنهم سيلجؤون لكافة الوسائل القانونية لمحاسبة الأفراد والعناصر الذين اعتدوا عليهم.
ومن جانبه، استنكر بكور هذه الانتهاكات، وقال إن إساءة أي عنصر من الأمن العام تحسب على الدولة ككل، وهذا ما لا نقبل به، ولا نقبل بأن يعتدي أحد على أي مكون سوري، وأشار إلى أنه سيبحث الأمر مع المسؤولين في دمشق.
وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وقال “أنا اعتذر.. لكن الاعتذار لا يكفي، يجب محاسبة من أساء، ولن أعود للمحافظة إن لم تتم المحاسبة”.
رفض وتنديد
نددت فعاليات سياسية ومدنية بالمحافظة بهذه الممارسات، وأكدت أن هذا النهج لا يسهم إلّا في تأجيج التوترات المجتمعية، وشددت على أن محاسبة المتجاوزين أولوية لا يمكن التنازل عنها.
واعتبرت اللجوء إلى المسارات القانونية والقضائية هو الحل الأمثل، لتصبح الكرة الآن بملعب السلطات الجديدة بعد تعهد ممثلها في السويداء بمحاسبة العناصر الذين قاموا بالانتهاكات.
وبدوره، قال قائد حركة رجال الكرامة خلال استقباله بكور “نرفض بشكل قاطع ما تعرض له أحد الوفود المدنية من أبنائنا على أحد الحواجز، وندعو لمحاسبة المتجاوزين وفق القانون بما يكرّس مبدأ المحاسبة”.
ونشرت معظم مواقع التواصل الاجتماعي بالمحافظة مداخلة السيدة غادة الشعراني التي أدانت بشدة الانتهاكات بحق مجموعة مدنيين من النشطاء السياسيين، خلال اللقاء مع ممثل الحكومة.
وقالت “إن عناصر الأمن العام وجهوا لأعضاء الوفد إهانات لفظية وجسدية، واعتدوا بالضرب على شباب وصبابا الوفد، وهددوا بتصفينهم، ووصفوا الدروز بالخنازير والعلويين بالمجوس وهذه إهانة لحقوق الإنسان”، كما تحدثت عن التجاوزات في سجن حارم، ووجود مجموعة من النساء والأطفال منذ فترة طويلة.
وطالبت حكومة دمشق بالالتزام بالإعلان الدستوري الذي أقرته، رغم رفضه من قيل معظم السوريين لأنه لا يلبي طموحاتهم في بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون.