لكل السوريين

الحصول على الراتب من الصرّاف الآلي.. حكاية بؤسٍ في مصياف!

حماة/ حكمت أسود 

مصياف المدينة الوادعة التابعة إدارياً لمحافظة حماة، تمتد على مساحة جغرافية كبيرة وتتبع لها عشرات القرى ومع ذلك لا يوجد فيها سوى ثلاثة صرافات آلية، حيث أصبحت مشاهد الطوابير أمام الصرافات الآلية التي نشهدها مع بداية كل شهر، نوعاً جديداً من الانتظار يضاف إلى قائمة العذابات الأخرى، حتى تحولت لحظة «القبض» على الراتب إلى لحظة احتفالية ومن باب الحظ السعيد بعد انتظار وجهد ولهاث من منطقة إلى أخرى، وإضافة إلى قلة الصرافات أيضاً وجود نقص السيولة المالية الموجودة في الصرافات والانتظار والعودة مرات عدة لاستلام مخصصاتهم.

فالمعاناة كبيرة لأنه وغالباً يكون صراف واحد يعمل وبالتالي سيكون الازدحام سيد الموقف في الحر والبرد.

بدورهم عبّر سكان مصياف وريفها عن معاناتهم حيث قالت “حنان”: “أحياناً نمضي أسبوع كامل دون أن نستطيع الحصول على رواتبنا، نمضيه باحثين من صراف إلى آخر دون فائدة فإما الكهرباء مقطوعة أو لا يوجد شبكة أو معطل، وخاصة الصراف الموجود بالقرب من ثانوية إبراهيم زينب فقد نسينا وجوده في مصياف”.

كما أكدوا أن الصرافات الثلاثة وضعها سيء، وأما صرا ف المصرف الزراعي فهو شكل فقط لأنه منذ سنوات خارج الخدمة.

وهذا ما وضحه مدير المصرف الزراعي بمصياف “خليل إبراهيم” لإحدى الصحف المحلية، بقوله: “تم إصلاح الصراف من فترة وهو جاهز فنياً أما تقنياً فغير جاهز والسبب تضارب أوقات ساعات وصل الكهرباء بين الحي الموجود فيه الصراف والحي الموجود فيه المصرف العقاري كونه مرتبط به وهي مشكلة حقيقية فعلاً”.

فيما نوهت مديرة الصراف العقاري في مصياف “ثراء رمضان” إلى أنه توجد ظروف خارجة عن نطاق الإرادة وهي انقطاع الكهرباء والانترنت.

أما مدير المصرف التجاري في المدينة “مهنا محمد” قال: “الصراف الموجود بالقرب من ثانوية إبراهيم زينب تم إصلاحه بعد أن تعطل لفترة والصرافين الآخرين داخل الخدمة ولكن المشكلة بساعات التقنين الطويلة علماً أننا نسقنا مع مؤسسة المياه لتزويد الصراف الموجود بجانبها بمولدة وكذلك الوضع مع صراف السنتر لتغذيته كهربائياً من السنتر”.

ختاماً، من المحزن كيف تتحول الإنجازات الحضارية التي يكون الغرض منها راحة الإنسان من نعمة إلى نقمة في بلدنا، فمعاناة الموظفين والمتقاعدين من كبار السن في مصياف تتكرر مع بداية كل شهر لعدم تمكنهم من قبض رواتبهم بيسر وسهولة واضطرارهم للانتظار الشاق لأسابيع حتى حصولهم على رواتبهم التي يبدو أنها ستبقى خارج الخدمة!