لكل السوريين

بعضٌ من تقاليد العرس في الذاكرة الساحلية

اللاذقية/ سلاف العلي 

كانت للأجداد تقاليدهم الخاصة في إقامة الأعراس بدءاً من تحضير العروس وتزيينها بالحناء والكحلة وارتداء المنديل المسلوبة ورش العطر وتجهيز الصندوق وغيره من زينة العروس وترديد الأغاني مع إطلاق الزغاريد:

يا مشاطة مشطيها… أصحي لا توجعيها

هي عروستنا الحلوة… وأبوها موصى فيها

لولولوليش

والتوب توب النعامه… وخدودها تفاح شامي

وريحة عطر وخزامي…. والصوف خرج الشتويا

ياعين عيني يا سميرا ….. الزنار داير ع خصيرا

ومنديل شغل الصنيرا ….والطرحه حرير صينيا

وخروص تلمع بدانا… وناطور لولح ع جبينا

وعيون.. صلوا ع نبينا …تسبي غزال البريا

لولولوليش

وذكر الباحث أن العرس في تلك الأيام كان يبهج نفوس الجميع صغاراً وكباراً إذ كانوا ينتظرون موعده بفارغ الصبر واصفاً كذلك الطعام الشهي الذي كان يقدم لجميع المعازيم والحضور فيدعوهم أهل العرسان لتذوق الطعام منشدين:

كلو ولا تغصوا.. وشفافكن من السمن عم يبصوا

ولا تقولوا نحنا بخيلين … طبخنا دست والتاني فيه نصو

كما كانت تعقد حلقات الدبكة على إيقاع دق الطبل وخبطة الأقدام بإيقاع منتظم ومنسجم على الأرض بينما يتابع عازف المزمار نغماته متنقلاً من أول صف الدبيكة الى آخره وتنطلق الزغاريد المجلجلة في أرجاء الحي وخاصة بعد مشاركة وجهاء القرية في الدبكة إكراماً للعرسان ويعلو صوت الطبال بالشوباش لفلان وفلان من الحضور.

ولا بد للعروس أن تركب الفرس البيضاء وقبل أن تدخل العروس إلى منزلها الزوجية ينبغي عليها أن تلصق قطعة العجين وفيها بعض النقود المعدنية على عتبة المنزل وهي ذات دلالة (فلا طلاق ولا فراق).

وتزغرد النساء:

جيتك كنة يا بدر الهلالي.. جيتك كنة مكحلي مدبلي تقول للبدر بعد من قبالي.

يذكر أن الأستاذ نبيل عجمية من أبناء قرية بيت ياشوط بريف جبلة – ريف اللاذقية، وهو من رواد التراث الشعبي اللامادي الذي انشغل لسنوات طويلة بهذا الفن التراثي الغارق في الأصالة.

عن المحاضرة الشيقة التي ألقاها السيد نبيل عجمية الباحث في التراث الشعبي وتحدث فيها عن تقاليد العرس في تراث الساحل السوري.