لكل السوريين

بسبب الإهمال الحكومي.. تراجع كبير للإنتاج الزراعي بأرياف دير الزور غربي الفرات

دير الزور/ غ ـ ع 

تراجع الواقع الزراعي بدير الزور في مناطق دير الزور الخاضعة لسيطرة حكومة دمشق لنسب كبيرة، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مدخلات الزراعة وعدم توفرها بالأسواق المحلية في أغلب الأحيان، والتي تتمثل بشكل رئيسي من بذار ومحروقات (مادة المازوت) والأسمدة والأدوية، وأيضا قلة دعم الفلاح والجمعيات الفلاحية والوحدات الإرشادية من الحكومة.

ويعاني المزارعون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في ريف دير الزور من عدم توفر مستلزمات زراعية وغلاء أخرى في ظل صعوبة تأمينها عبر الاستيراد، بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا في ظل ظروف اقتصادية عصيبة تمر على سوريا بشكل عام وعلى دير الزور بشكل خاص، مما زاد من معاناة السكان الذين يعملون في الزراعة والتي تعتبر مصدر دخلهم بشكل أساسي.

يأتي هذا التراجع بسبب الإهمال من حكومة دمشق وعدم دعمها القطاع الزراعي والفلاحين بالمحروقات، حيث تجاوز سعر ليتر المازوت في الأسواق الحرة أكثر من 800 ليرة، بينما وصل كيلو سماد اليوريا 1000 ليرة والقمح وصل سعره 750 ليرة والشعير 650 ليرة وعدم توافرها في الأسواق المحلية.

كل تلك الأسباب أثرت بشكل على العمل الزراعي والإنتاج، وساهم هذا الإهمال بانخفاض محاصيل استراتيجية كالقمح، تسببت بأزمات أهمها الخبز والضغط الكبير المتزايد على الأفران.

كما أدى إلى ارتفاع أسعار مواد كثيرة في الأسواق مثل الشعير والأقطان، بالإضافة لهبوط سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، مما أدى إلى ارتفاع كبير بالأسعار في الأسواق، وخاصة من المنتجات المحلية كالخضار والفاكهة.

وتعتبر الزراعة العمود الفقري للاقتصاد والأنشطة التجارية والبشرية بدير الزور، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المزروعة في مناطق سيطرة القوات الحكومية قرابة 470500 هكتاراً، بنسبة 86% من مساحة الأراضي، يتم سقايتها من الآبار ونهر الفرات بواسطة محركات الديزل، أو من خلال مشاريع الري في ريف ديرالزور، كما وهناك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية يعتمد مزارعوها على مياه الأمطار بشكل رئيسي.

وبحسب (خ م) أحد المزارعين في قرية الشميطية التي تقع في ريف ديرالزور الغربي، فإنه في السنوات الأربعة الماضية كان يزرع عدة أنواع من الخضار الشتوية كالفول والثوم والخس.

وأضاف (خ م) “صعوبة تأمين المازوت وعدم توفره بشكل دائم، بالإضافة لارتفاع أجور اليد العاملة التي تعتمد الزراعة في دير الزور بالإضافة لعدم استقرار أسعار مستلزمات الزراعة وارتفاعها وعدم توفرها أحيانا، مثل أسعار الوقود والكهرباء والأسمدة وغيره يشكل هاجسا لكل من يعمل بهذا المجال من حيث الربح والخسارة”.

وأكد أن أغلب من ترك الزراعة بسبب سوء الأوضاع المعيشية التحق في الصفوف العسكرية ومنهم مع ميلشيات مدعومة من إيران.

وقال (س ن) يبلغ من العمر خمس وأربعون عاما، وهو من منطقة موحسن شرقي مدينة دير الزور “الواقع الزراعي في عموم ديرالزور شبه منهار منذ العام 2012 بسبب المشاكل الأمنية وإغلاق الطرقات في مراحل مرت على المنطقة، وعدم تمكن المزارعين من تصدير منتجاتهم وعدم استيعاب الأسواق المحلية”.

وأضاف “تعمد مرتزقة داعش سرقة الآليات الزراعية (جرارات – محركات الديزل) وغيرها بالإضافة لتخريب الأراضي الزراعية بحفر الخنادق والسواتر الترابية كون منطقة موحسن تقع على الجهة الشرقية لمطار ديرالزور العسكري”.

وأكد أنه بعد سيطرة الحكومة السورية في العام 2017، على المنطقة وإخراج مرتزقة داعش منها، ترك أغلب المزارعين الأراضي الزراعية في السنوات الأخيرة بسبب الغلاء، وعدم دعم الحكومة للقطاع الزراعي، مضيفا “عشرات المزارعين في المنطقة فقدوا حياتهم أثناء عملهم بسبب الألغام التي تم زرعها في أراضيهم”.