لكل السوريين

بين قسوة الماضي والتخوف من المستقبل المجهول.. تسير مركبة السوريين

تقرير/ خالد الحسين

تتكأ منى مدلول على حائط حجري قديم وهي من أهالي حي السكري بحلب وتحاول أن تواسي نفسها بفقدانها لأبنيها سامر وسامي خلال المعارك التي دارت في حلب بعام ٢٠١٤.

وبعد كل هذه السنوات أزيح نظام الأسد عن الحكم، وتقول:” كنت أتمنى أن يكون أبنائي موجودين بهذه اللحظة حتى يشهدوا هذه الأيام والفرحة التي تعم سوريا “.

وتعيش مدينة حلب حالة من الغموض والخوف في أعقاب الانهيار المفاجئ لنظام بشار الأسد، رغم مظاهر الاحتفال والحماس التي ظهرت في بعض المناطق، وهناك العديد من المعالم التي كانت ترمز لنظام الأسد في مدينة حلب أُزيلت أو دُمرت أو أُحرقت، وعلى سبيل المثال تدمير أجزاء كبيرة من تمثال ضخم يُظهر باسل الأسد شقيق الرئيس السابق وهو يمتطي جواداً، لم يبقَ منه سوى الجواد، الذي تسلقه الفتيان والشبان وهم يرفعون إشارات النصر.

وفي أنحاء حلب كانت هناك احتفالات مع عودة سكان المدينة المُهجرين إلى مدينتهم بعد أكثر من أسبوعين من سيطرة فصائل المعارضة المسلحة السورية عليها، في “هجوم خاطف” أنهى 54 عاماً من حكم عائلة الأسد في سوريا.

وهؤلاء السكان عادوا إلى مدينتهم عبر الحدود من تركيا أو من أماكن أخرى أكثر أماناً، إما للاستقرار أو لتفقد ما تبقى من منازلهم وأحيائهم، والبحث عن مكان يصلح للعيش واكتشف بعضهم أن منازلهم اختفت تماماً.

نادين سعد البالغة من العمر ٢٦ عاماً هربت من حلب قبل نحو ١٠ سنوات مع أسرتها إلى تركيا حيث تزوجت وأنجبت طفلين لكنها لم تفقد الأمل يوماً في العودة إلى حلب وتحقق حلمها، وفق ما قالته لصحيفة السوري.

وقالت سعد، وهي تقف أمام تمثال الجواد: “إن شاء الله، لن نضطر لمغادرة سوريا مرة أخرى”.

وأضافت: ” سيصبح هذا مكاناً تاريخياً”، بينما كان يرافقها أقاربها يصطحبونها في جولة للتعرف مجدداً على معالم المدينة وأماكنها التاريخية. فيما قال زوجها، محمد حمادة، لصحيفة السوري: “هنا أسقطوا النظام، هنا انتهى عصر الظلم والطغيان وانتهت قساوة التهجير واللجوء”.

وأضاف:” الشعب السوري بذل الكثير والكثير للوصول لهذه المرحلة ونتقدم بخالص العزاء لأرواح الشهداء والضحايا الذين استشهدوا وضحوا بأنفسهم للقضاء على النظام المجرم “.