في كل مرحلة ما من مسيرة كرة القدم بالرقة يبرز لاعبين مؤثرين ويصبغون تلك المرحلة بطابعهم وتبقى مرتبطة بذكراهم، وخاصة إذا تلازمت مع أحداث هامة وبارزة، وفي مشوار كرة الشباب التي بدأ نجمها بالسطوع والظهور على الساحة بعد صعودها للدرجة الثانية في منتصف التسعينات، حيث كان لبعض اللاعبين دور كبير في تفوقها وتحقيقها للانتصارات ومن بين هؤلاء يبرز اسم اللاعب المتميز أكرم الحسين كأحد صانعي تلك الإنجازات، ومن الفعالين والمساهمين بقوة في تحقيق تلك النقلة النوعية التي شهدتها كرة الشباب من خلال تأهلها لأول مرة في تاريخها من المنافسة على الصعود لدوري المحترفين، وهذا حدث غير مسبوق في رياضة الرقة، ومن الناحية الفنية كان لاعب مشاكس ومقاتل وسريع يجيد اللعب في عدة مراكز (جوكر) وهو ورقة رابحة لأي مدرب.
وكان يخلق فرصاً كثيرة من خلال اختراقاته المتميزة من جوانب الملعب ويهيئ فرصاً كثيرة لزملائه لتسجيل الأهداف،
إضافة إلى التزامه المطلق بالتدريب وتنفيذ توجيهات المدربين ومحافظته على جهوزيته، ورغم بلوغ سنه فوق الأربعين عاما ما يزال مستمر باللعب بحيوية ونشاط ويقدم أداء جيد يحسده عليه الكثيرون، وللاطلاع على المزيد من مسيرة اللاعب المقاتل أكرم الحسين نجد أن بداية تعلقه باللعبة بدأ مع اقرانه في حاراته، ثم تابع نشاطه في المدرسة والمشاركة في البطولات المدرسية على مستوى مدينة الرقة، ثم بعد ذلك انضم رسميا إلى نادي عمال الرقة في منتصف التسعينات بإشراف المدرب ابراهيم الراشد.
لكنه بعد فتره قصيرة انتقل إلى نادي الشباب الأكثر شهرة وصاحب الشعبية الكبيرة بالرقة، حيث لعب بفئة الشباب وشارك بدوري هذه الفئة ولفت الأنظار بمهاراته التي أهلته للانتقال إلى فريق الرجال الذي كان يشارك في دوري الدرجة الثالثة وخلال مسيرته الكروية عاصر عدد كبير من لاعبي كرة القدم بالمحافظة، ومن أبرزهم عصام العفيش، حمزة القادر، ماجد العبيد، خلف جواد، إياد حمي، حسام الشيخ، نهاد الحسين، محمد الجاسم، رجب الشطي، حسين الظاهر، محمود غنيم، محمد الحسن.
كلك خلال مسيرته الطويلة في ميدان كرة القدم لعب مع 4 أندية، هي العمال في بداية ممارسته للعبة، ثم نادي الشباب الذي يعتبره ناديه الأصلي حيث أمضى فيه فترة طويلة امتدت لأكثر من 15 عاماً، ثم سنحت له فرصة الاحتراف واللعب مع نادي الشرطة المركزي لمدة موسم كامل في عام 2008، كما انضم لنادي الفرات ولعب معه لمدة موسمين وبعدها عاد لنادي الشباب وأكمل مشواره معه لحين توقف النشاط الرياضي في محافظة الرقة بسبب أزمة الحرب في عام 2013.
وعن أبرز النتائج التي حققتها الأندية التي لعب لها فهو شارك مع نادي الشباب في تأهله للدور النهائي للصعود لدوري المحترفين مرتين، كذلك شارك مع نادي الفرات أثناء تأهله لنفس الدور، وخلال مسيرته الكروية كانت هناك لحظات جميله ومؤثرة لا يمكن نسيانها وكان أبرزها في مباراة نادي الشباب واليرموك التي جرت في حلب في أحد المواسم وكانت المباراة هامة جدا للناديين كون الخاسر فيها سيهبط للدرجة الثالثة ووقتها فاز الشباب يهدف وحيد سجله اللاعب الحلبي أحمد جنيد، وبعد انتهاء المباراة افترش اللاعيين أرض الملعب وأجهشوا بالبكاء مع جمهور النادي فرحا بهذه النتيجة التي حافظت على النادي في مصاف أندية الدرجة الثانية.
ومن الإنجازات الثمينة التي تسجل له أيضا والتي كان له دور كبير في انقاذ ناديه الشباب أيضا من الهبوط للدرجة الثالثة وهي المباراة الفاصلة مع نادي الجزيرة على أرضه وبين جمهوره، حيث كانت مهمة جداً لأن الخاسر سيهبط للدرجة الثالثة، وقد أعد الجزيرة العدة للفوز بهذه المباراة بكافة الوسائل لدرجة أنه استعان برابطة مشجعي نادي الفتوة بقيادة أبو خوله لمؤازرة فريقه، لكن أكرم كان كلمة الفصل ونجح في حسم نتيجة المباراة بتسجيل هدف الفوز الذي أحزن جمهور الجزيرة الكبير الذي تابع تلك المباراة المثيرة.
كذلك كان لأهدافه التي كان يسجلها في الأوقات الحرجة بمجهود فردي دور كبير في تأهل نادي الشباب للدور النهائي لأول مرة للصعود لدوري المحترفين بعد التفوق على أندية عريقة كالحرية والجزيرة.
ومما يذكر إن اللاعب أكرم الحسين من مواليد الرقة 1980.