لكل السوريين

الحسكة.. قطرة ماء لا تروي العطش

السوري/ الحسكة ـ بمرور سنة على الاحتلال التركي لمدينة رأس العين، يستمر الجيش التركي مع الفصائل السورية التابعة له بارتكاب أبشع الجرائم من تهجير وقتل وتغيير ديمغرافي واختطاف مقابل مبالغ مادية، ألا وأبرزها قطع المياه عن مليون انسان في مدينة الحسكة وريفها، فمنذ احتلاله مدينة رأس العين قام بإيقاف محطة ضخ علوك الواقعة شرقي رأس العين المحتلة 11 مرة.

وتعد محطة علوك المحطة الرئيسية التي تغذي مدينة الحسكة وضواحيها بالإضافة لناحية تل تمر وما حولها، ويعاني أهالي تلك المناطق من الويلات ومواجهة الفناء بسبب العطش جراء توقيف المحطة القسري، واستخدامها من قبل المحتل ومرتزقته كسلاح جيوسياسي لتحقيق غايات استعمارية.

يستخدم الاحتلال التركي محطة ضخ علوك كورقة ضغط في مواجهة الادارة الذاتية من اجل الحصول على الكهرباء لمدينتي رأس العين وتل أبيض عن طريق محطة مبروكة، علماً إنه بعد تزويد المحطة بالكهرباء يتم تشغيل ما يقارب ١٠ آبار أو أقل من أصل ٥٠ بئراً.

لم تتوقف محطة علوك منذ أكثر من شهر، ولكن تعاني بعض أحياء الحسكة من عدم وصول المياه اليها، ناهيك عن المنازل التي تقطن في حارات مرتفعة التي قامت بنسيان المياه تماماً وتعتمد على شراء المياه من أصحاب الصهاريج.

سوزدار أحمد، الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في الحسكة ذكرت “قمنا بتقسيم مدينة الحسكة على خمسة أقسام، وكل قسم يحتوي على عدة أحياء، ويتم الضخ يوميا لقسم واحد وبالتسلسل، أي إنه تصل المياه لكل حي مرة واحدة كل خمسة أيام”.

وتضيف “لكن غالباً وبسبب قلة الوارد المائي نضطر إلى تجميع المياه ليوم كامل وتأجيل ضخها للأحياء لليوم الذي يليه، فتصل المياه لكل حي في كل اسبوع او عشرة أيام مرة”.

وأكملت “وردتنا شكاوى عديدة من الأهالي بسبب عدم وصول المياه لمنازلهم حين ضخها، وشكاوى من حارات بأكملها من أحياء الناصرة ومشيرفة والمعيشية أيضا لم تصلها المياه”.

وأشارت إلى أنهم قاموا بمشروع حفر آبار في الحمة بجانب مدينة الحسكة لتكون بديلا عن محطة علوك، بعد التأكد من تحليلها من حيث احتوائها على الشوائب ولكنها صالحة للشرب، بعد تجهيز الآبار واتمام المشروع، تبين أن المياه سطحية ومياهها ليست غزيرة، تجف مياه الآبار بعد ساعة او ساعتين من تشغيلها.

مجمل الشكاوى لم نلق لها حل كون محطة الضخ الرئيسية والوحيدة تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي، والذي يشغل المحطة بأقل من نصف قوتها، فتارة يشغل ١٠ آبار وتارة اقل من أصل ٥٠ بئراً، فهذا كله يؤثر على قلة الوارد المائي وضعف ضخها بقوة للأحياء في مدينة الحسكة

الجدير بالذكر عند توقيف الاحتلال التركي محطة علوك في آب الماضي أطلق أهالي الحسكة حملات وهاشتاغات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت الحملة مساندة الملايين من ابناء سوريا والدول المجاورة ومشاركة فنانين سوريين وعالميين بالحملة.

تقرير/ مجد محمد