لكل السوريين

بالتزامن مع اقتراب الشتاء.. نازحو إدلب يتخوفون من قيام دمشق بعملية عسكرية

السوري/ إدلب ـ يتخوّف أهالي إدلب شمال غرب سوريا من احتمالية شن القوات الحكومية لعملية عسكرية على المناطق التي لا تزال تقبع تحت سيطرة إرهابيي هيئة تحرير الشام المدعومة من قبل الاحتلال التركي، ولا سيما مع اقتراب فصل الشتاء.

ويقطن في إدلب شمال غرب سوريا أكثر من 4 مليون مواطن، بينهم مليون وسبعمئة ألف نازح من مختلف المحافظات السورية يسكنون في المخيمات.

ويتخذ النازحون من خيمات النزوح ملجئ لهم، وبالنسبة للخيام فتكاد لا تقيهم برد الشتاء وأمطاره ولا حتى حرارة الصيف الشديدة.

خيام مهترئة نتيجة حرارة الصيف، ولا سبيل أو بديل عنها، ومنظمات شبه غائبة عما يشغل بال قاطني تلك المخيمات، وحكومات آخر همها المواطن، ومشغولة هي أيضا بالتخطيط كيف ستمص دم المواطن وتفقره دون مقابل.

ومن خلال جولة لمراسلنا في مخيم سلقين بريف إدلب، والذي يسمى بـ “مخيم الخير” الذي يقطنه ما يقارب الـ 1750 نسمة، وجلهم من نازحي الغوطة ودرعا، التقى ببعض القاطنين فيه، والذين أطلعوه على حجم المعاناة التي يعيشونها.

واستهل مراسلنا لقاءه بمدير المخيم، الذي عرّف عن نفسه بأن اسمه أبو صبحي، الذي قال “الوضع جدا مأساوي بسبب الطبيعة الجبلية التي بني عليها المخيم، والذي أنشئ بين الصخور وفي منطقة مرتفعة، وأكثر ما يشغل بال سكان المخيم هو تأمين موارد الدفء وصيانة الخيام، ونحن كإدارة للمخيم ناشدنا عدة منظمات عاملة في الشمال بمد يد العون وحتى الآن لم نسمع منهم رد أو أي زيارة”.

وفي سياق الحديث؛ تدخل أحد النازحين وعلامات اليأس تظهر على وجنتيه مقاطعا حديث مدير المخيم، قائلا “كل المنظمات تسرق حقوقنا، وأقسم بالله لا أملك ثمن ربطة خبز، فكيف سأشتري حطب أو مواد تدفئة”.

رجل آخر تحدث لمراسلنا عن المعاناة، رفض الإفصاح عن اسمه، لأنه يخشى أن يعاقب على انتقاده لضعف الوضع الخدمي في المخيم، فقال هو الآخر “نحن هنا منذ سنة ونصف، لم تقدم لنا المنظمات سوى الوعود الكاذبة، أنا معاق نتيجة إصابة سابقة، ولا أستطيع أن أعمل، لدي أطفال عددهم سبعة، اثنان منهم يجمعون البلاستيك من أجل تأمين ربطة الخبز، لا تعليم لا عناية، فيروس كورونا أصبح كابوسا”.

آسيا عبدالله، نازحة من ريف دمشق، عبّرت عن تخوفها من احتمالية شن قوات الحكومة لعملية عسكرية، بالقول “كل ما نخشاه في هذه الفترة هو شن عملية عسكرية من قبل قوات النظام، لأنه في حال كانت هناك هجمة ستكون النتائج كارثية، فالطقس مقبل على برد، وإن جاءت العملية في بداية العام الحالية سنضطر للنزوح مرّة أخرى”.

تقرير/ عباس إدلبي