استعادت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جزءاً من زخمها خلال المظاهرة المركزية يوم الجمعة الذي صادف الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الحراك السلمي في المحافظة، حيث توافد المتظاهرون من مختلف المناطق للمشاركة فيها رافعين لافتات تشيد بهذه المناسبة، وتعبر عن مطالبهم بالحرية والتغيير السياسي، وحاملين الورود وأغصان الزيتون في إشارة إلى سلمية حراكهم في طقس أصبح ملازماً للمظاهرات المركزية والوقفات الاحتجاجية المستمرة في معظم مناطق المحافظة الأخرى.
ودخلت السيدات إلى الساحة بالزي الشعبي للمحافظة وحملن الورود، ورفعن لافتات تؤكد على مطالب الحراك الشعبي السياسية.
وعلّق المتظاهرون صور المظاهرات والوقفات المسائية الاحتجاجية التي حدثت في البلدات والقرى، مع ذكر تاريخ كل منها منذ بداية الانتفاضة، وصور شهيد الواجب جواد الباروكي، وشهيد الكرامة مرهج الجرماني، ولوحة كبيرة حملت صور أبرز الاعلاميين الذين ساهموا بتغطية الحراك.
وصدحت حناجرهم بالأهازيج والأغاني الوطنية والهتافات التي تؤكد على استمرار الحراك الشعبي، والتمسك بسلميته حتى تتحقق مطالبه.
الحراك الشعبي يطفئ شمعته الأولى
مضى عام على بدء الحراك الشعبي الذي انطلق من ساحة الكرامة ولم تنقطع الوقفات اليومية والمظاهرات المركزية فيها، وعمت الاحتجاجات اليومية أغلب قرى وأرياف المحافظة.
ومرّ الحراك السلمي بعدة منعطفات، وتعرّض للمضايقات والتهديد والترهيب وحملات التشهير والتخوين المبرمجة، والحملات الإعلامية المضللة، ومع كل ذلك حافظ على استمراره وسلميته وتمسكه بمطالبه.
وكانت الوقفات اليومية تبدأ برفع اللافتات وتبادل الأخبار ومناقشة التطورات، والاتفاق على الخطوات القادمة في الساحة التي كانت تعرف باسم “ساحة السير” ثم اكتسبت اسم “الكرامة” بعد أن تحولت إلى رمز للمطالبة بالحقوق، وأصبحت ميداناً يجتمع فيه الناشطون بشكل يومي منذ السابع عشر من شهر آب العام الماضي، غير آبهين بالتحديات وعمليات التهديد والترهيب.
وكانت الساحة تعج بالآلاف المتظاهرين في الأيام الأولى للحراك الشعبي، وأصبحت اليوم تعبيراً عن التحدي المستمر لمجموعات صغيرة من النشطاء بمواجهة الواقع الراهن رغم انسداد الأفق في وجه أي تغيير حقيقي، إذ يظل الأمل بالتغيير هو الدافع الأكبر لهم، والتزامهم بالساحة كرمز للنضال لا يزال ثابتاً.
ولا يزال إصرارهم مستمراً على تنفيذ مطالبهم بالحرية والكرامة والافراج عن المعتقلين وتبيان مصير المغيبين قسرياً والتغيير السياسي السلمي وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.