لكل السوريين

عادت من النزوح ورممت جدران منزلها، قصة امرأة دمشقية مع الحرب وآلامها

بغوطة دمشق عائلة مها ترمم منزلها.. من يرمم جراح الحرب؟

لم تعد الجدران الإسمنتية مدمرة ومتصدعة بفعل القذائف التي طالت منزل عائلة “مها الابراهيم” بمنطقة “كفر بطنا” بالغوطة الشرقية في “ريف دمشق”، فأسقف البيت وجدرانه عادت لسابق عهدها مع أثر لم يندمل بعد.

بدأت العائلة إعادة إعمار منزلها منذ عام بما تمتلكه من مال دون انتظار المساعدة الحكومية، رممت العائلة القسم الأكبر منه وكلفهم ما يقارب مليون ونصف ليرة سورية وتوقفت أعمال الترميم منذ ستة أشهر بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية، وقد سكنت العائلة في منزل لأحد الجيران كان قد أعطاهم إياه بعد استهداف منزلهم بقذيفة هاون خلال المعارك.

لم تنس “الإبراهيم” اللحظة “الكابوسية” حسب وصفها عندما سقطت قذيفة هاون فوق المنزل، تتوقف السيدة الأربعينية عن الحديث وتنهمر بالبكاء ثم تتابع حديثها: «خسرت ابني “علاء” بتلك القذيفة عندما كان يحضر لامتحان البكلوريا»، تشير بسبابتها نحو الحائط الذي توقفت أعمال الترميم عنده وتقول: «هذا  دم “علاء”  لهلأ ما راح، البيت يترمم ويتعمر بس جرحنا بعلاء ما بيوم رح يترمم».

تستجمع نفسها قليلاً، وتضيف: «لم ننتظر يد المساعدة من أحد، لا المنظمات ولا أي أحد ليس هذا حالنا فقط بل العديد من أهالي الغوطة الذين باشروا بعمليات إصلاح منازلهم»، داعية كل من دمرت الحرب منزله للبدء بترميم منزله وعدم انتظار المساعدات من أي جهة حكومية أو غيرها لأنه مهما كان وضعه يبقى أفضل من الإيجار ومتاعبه.

تحمل السيدة هاتفها المحمول وتقلب في استديو الصور وتتحدث عن ابنها المتوفي، كان “علاء” شاباً متميزاً بذكائه مفعماً بالحياة وكانت له أحلام كبيرة سرقتها منه تلك القذيفة، تتوقف عند صورة وتشرح لنا أنها وصية ابنها كان قد كتبها قبل وفاته بنبرة يعتليها الأسى تقرأ ما خطه علاء :«سوري ولي الفخر ولا أترك وطني»، تضع السيدة هاتفها المحمول جانباً، وتقول : «في اليوم الثاني من رحيل ابني ذهبت للدوام بالمدرسة وأعطيت درسا للطلاب، ابني راح بس في جيل ما رح اسمح يتربى على الحقد والحرب».

«حجرة على حجرة عمرنا بيتنا بعت ذهبي حتى قدرنا نصلحه»، تقول “الابراهيم” وتضيف: «بالنسبة لي ولزوجي كان إعادة إعمار منزلنا تحدي في ظل كل ما عشناه خاصة بعد خسارة ابننا، لكننا نأمل استئناف عمليات إصلاحه بأقرب وقت لنعود إليه ونحيي ذكرى ابننا فيه».