لكل السوريين

بعد 12 عام من الحرب.. ماذا جنى السوريون؟

تقرير/ بسام الحمد

أثرت الحرب السورية على كافة مناح الحياة، واصابت جميع القطاعات بالشلل، عدا عن الدمار والضرر الذي لحق بالبلاد والذي يحتاج لسنوات لإعادة ترميمه والنهوض به من جديد، فـ إلى أين وصل حال السوريين بعد 12 عام من الحرب التي أكلت رحاها لقمة عيشهم.

أفرزت الحرب عدة مظاهر في المجتمع أثرت بشكل سلبي وتأثرت في جميع طبقات المجتمع، التي أيضاً تراجعت، وأصبح المجتمع السوري يفتقد للطبقة الوسطى، حيث بات المجتمع السوري من طبقتين، تجار الحرب أو الأزمة والفقراء المعدومين.

وباتت مشاهد الفقر واضحة لدى سكان حمص وحماة، وتتلخص مظاهرها في عمالة الأطفال وتركهم للتعليم، وجمع الأطفال والعائلات للقمامة للبحث عن لقمة العيش، وسكن البعض في بيوت غير صالحة للسكن، وانتشار التسول في المحافظتين وكذلك السرقات، والقائمة تطول.

كان لانتشار الفقر في سوريا أثره البالغ على قدرة الشعب السوري على تأمين احتياجاته اليومية من الغذاء والسلع الأساسية، ولا سيما في ظل ارتفاع حاد وغير مسبوق في الأسعار هناك، وذلك بحسب البيان الذي نشره المرصد الأوروبي-المتوسطي بالتزامن مع اليوم العالمي لمحاربة الفقر.

والأمر ينسحب على غالبية السوريين، لقد أفقرت الحرب في سوريا وما رافقها من أزمات منها النزوح والانهيار الاقتصادي الحاد وفقدان الليرة السورية لقيمتها، الشعب السوري، كما زاد من وطأة العبء المالي الذي يتحمله الأفراد، وذلك في خضم زيادة غير مسبوقة في الأسعار التي تجاوزت عتبة 800% خلال العامين المنصرمين فقط، ولهذا أصبح 90% من الشعب السوري تحت خط الفقر.

هذا ولا يقتصر تدهور الوضع الإنساني على محافظة أو منطقة سورية معينة، بل إن ذلك أضر بكل المحافظات السورية، إلا أن المحافظات الأشد تضرراً تقع في وسط البلاد، حيث يقيم الملايين من النازحين الذين يواجهون حالة فقر أكبر وانعدام للأمن الغذائي بنسبة أعلى مقارنة بغيرهم، بوجود ما يقارب من 12.4 مليون نسمة يعيشون حالة انعدام أمن غذائي، أي ما يعادل نصف الشعب السوري، وكذلك 1.3 مليون نسمة يعيشون حالة انعدام أمن غذائي حادة.

وفي الوقت الذي يشهد فيه السوريون معدلات غير مسبوقة للفقر وانعدام الأمن الغذائي، لم تحصل خطة الاستجابة الإنسانية من أجل سوريا إلا على 25% من التمويل اللازم، ما يعني وبكل وضوح بأن المجتمع الدولي خذل ملايين السوريين الذين أنهكهم الفقر والحرب.

إذ على مدار 11 عام، فشل المجتمع الدولي بشكل مروع في تأمين الحماية للسوريين، وفي التحرك بشكل جدي وفعال لإنهاء الحرب والحصار الذي أدى إلى تدهور الوضع الإنساني لهذه الدرجة، ولكن، لمنع مزيد من التدهور وعواقبه التي من المرجح لمواجهتها أن تكون أصعب، يتعين على الدول المانحة ألا تتجاهل أو تقلص من التزاماتها تجاه الأزمة الإنسانية في سوريا اليوم”.

هنالك نحو 14.6 مليون سوري، نصفهم أطفال، بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وهذا العدد هو الأعلى منذ بدء الحرب في آذار 2011. وذلك لأن انتشار الفقر وخسارة موارد الرزق لم تؤثر فقط على الظروف المعاشية للسكان، بل خلقت أيضاً إحساساً باليأس والإحباط، وهذا ما أسهم في زيادة حالات الانتحار في معظم المحافظات السورية.