لكل السوريين

غازي إبراهيم: “كلما أصبحت تركيا في موقف محرج داخليا تهدد باحتلال أراضي سورية جديدة”

الحسكة/ مجد محمد  

تستمر دولة الاحتلال التركي بتهديداتها واستهدافها لشمال وشرق سوريا بشكل مستمر، بهدف توسيع رقعة احتلالها وكسب نفوذ أكبر في المنطقة، وكسر إرادة الشعوب التي تقطنها، ومنعها من الوصول إلى الحرية والمطالبة بحقوقها المشروعة في الدفاع عن أرضها وشعبها.

وعن هذا الموضوع كان لصحيفتنا لقاء مع الباحث والكاتب غازي الابراهيم والذي قال: “في الفترة الأخيرة، صرح الرئيس التركي أردوغان بشن عملية عسكرية جديدة في شمال وشرق سوريا، بزعم إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري بذريعة حماية أمنها القومي”.

وأوضح “في حال دخلت دولة الاحتلال التركي إلى عمق ٣٠ كيلو متراً كما تزعم، فسوف تكون هناك أيضاً حدود تفصلها عن قوات سوريا الديمقراطية، أي أن هذه الادعاءات والتهديدات فارغة من مضمونها وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ويتضح من هذا أن هدفها ليس حماية أمنها القومي كما تدعي، بل احتلال المزيد من الأراضي السورية”.

وأضاف، “كلما أصبحت دولة الاحتلال التركي في موقف حرج داخلياً، تقوم بإطلاق تصريحات وتهديدات تجاه المنطقة إعلامياً بشن هجوم عسكري ضد شمال وشرق سوريا، لتحقيق مكاسب عسكرية جديدة، والحصول على مناطق جغرافية أكثر ومكاسب سياسية واقتصادية أكثر”.

واستطرد قائلا: “إن المكاسب السياسية والاقتصادية أصبحت شيئاً من الماضي، والغاية من تكرار تهديداتها بشن عمليات عسكرية في الأراضي السورية وخاصة على الشريط الحدودي، هي تحقيق مكاسب سياسية ودولية بالدرجة الأولى، وترويع الأهالي القاطنين في المنطقة وتهجيرهم من ديارهم، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها”.

وعن موضوع بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة وتوطين اللاجئين فيها، قال الابراهيم: “بناء المستوطنات في الأراضي التي تحتلها تركيا من سوريا لا تشبه إلا مستوطنات هضبة الجولان”.

وكان رئيس دولة الاحتلال التركي قد هدد باحتلال الأراضي السورية بعمق ٣٠ كم على طول حدودها مع سوريا، ولكن الابراهيم أكد أن هذ التهديدات تخدم خطة مشروع قادم، وهو مشروع العثمانية الجديدة. ولا تقتصر على ٣٠ كيلو متراً ضمن الأراضي السورية، بل تمتد إلى كافة الأراضي السورية.

وتابع: “إعلان دولة الاحتلال التركي عن إطلاق عملية عسكرية جديدة في الأراضي السورية قد تكون على خلفية تفاهمات واتفاقات دولية جديدة معها”.

ودعا الابراهيم الدول الضامنة ـ روسيا والولايات المتحدة الأميركية ـ إلى الخروج عن صمتها إزاء ذلك، متسائلاً “لماذا هذا الصمت الخجول تجاه الهجمات والتهديدات التركية للمنطقة؟ مؤكداً أن أهالي شمال وشرق سوريا يعيشون في نسيج اجتماعي، عبر تلاحم وتكاتف مكوناتهم، ولوحة فسيفساء بكل ما للكلمة من معنى، وعليهم الحذر من هذه التهديدات”.

واختتم حديثه، بدعوة كافة السوريين للجلوس على طاولة حوار تجمعهم لتقرير مصيرهم، وإنهاء الصراع في البلاد لمواجهة التحديات وتهديدات دولة الاحتلال التركي.