لكل السوريين

المزارع الصغيرة في ريف الساحل بديلا عن المنتجعات السياحية

تقرير/ سلاف العلي

مع قدوم فصل الصيف من كل سنة، تبدأ المنتجعات الصيفية والمسابح بوضع خطط عمل للصيف القادم، لكن هذه السنة شهدت ارتفاعا مفاجئا في الأسعار نتيجة بدء الطلب عليها، الأمر الذي جعل بعض العائلات تتجه إلى بدائل قد تكون أرخص إلى حد ما، كالمزارع الصيفية التي يتم تأجيرها بشكل يومي.

نتيجة لارتفاع أسعار المحروقات ومختلف السلع والخدمات، فقد شهدت هذه المزارع هي الأخرى ارتفاعا في أسعار استئجارها مقارنة بالعام الماضي، حيث أن متوسط تكلفة استئجار مزرعة في ريف طرطوس واللاذقية بلغ 350 ألف ليرة سورية لليوم الواحد هذه السنة، وقد يكون هذا السعر مرشحا للارتفاع خلال الأسابيع القادمة مع ارتفاع معدلات الطلب عليها.

السيدة مرام من جبلة قالت لنا :”على ما يبدو أن النشاطات الصيفية ستنضم هي الأخرى إلى قائمة السلع والخدمات المحرمة على الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، بعدما شهدت هي الأخرى ارتفاعات جديدة تجاوزت قدرة معظم السوريين، وإن الأسعار تختلف من منطقة لأخرى، وتلعب الخدمات المقدمة داخل المزرعة دورا في تحديد سعر إيجارها اليومي، في حين يكون للكهرباء الدور الأكبر في تقييم إيجار المزرعة، وذلك في حال توفرت مولدة كهربائية داخل المزرعة ام لا، فأسعار إيجار المزارع الواقعة في منطقة الريف القريب من الساحل، لليوم الواحد فقط ودون نوم تبلغ حوالي 300 ألف ليرة، أما في أيام العطلة تبلغ أسعار إيجارات مزرعة صيفية صغيرة تتسع لأسرة واحدة في تلك المناطق حوالي 250 ألف ليرة وهي الوقت المناسب للذهاب للسباحة وبعضها لا يتوفر فيها كهرباء أو مولدة”.

وأضافت السيدة هدى وقالت: “ان سعر إيجار المزارع الواقعة في الريف القريب من الساحل السوري تتراوح بين 300 ألف إلى 400 ألف لليلة الواحدة، في حين بلغت أسعار إيجار المزارع الواقعة في بعض مصايف اللاذقية حوالي 450 ألف ليرة وبعضها يصل إلى 800 ألف وأحيانا مليون ليرة بحيث يزداد السعر تبعا للخدمات التي تقدمها المزرعة”.

السيد ادريس من اللاذقية وهو موظف حكومي ويعمل أيضا سائق لسيارة أجرة في اللاذقية اخبرنا بما يلي :”ان الذهاب للبحر أصبح مكلف جدا، واننا نخطط هذا العام لقضاء يومين أو ثلاثة أيام مع عائلتي في إحدى المزارع المتوفرة للإيجار في ريف اللاذقية القريب الى حد ما، وذلك بدلا من التوجه إلى الشواطئ والشاليهات حيث التكاليف المرتفعة، لا يمكنني تحمل تكاليف قضاء عطلة صيفية في احدى الشاليهات على الساحل، بعض المنتجعات تطلب الملايين لقضاء بضعة أيام، سيكون خيار المزرعة هو الأقرب، رغم أن أسعارها ارتفعت هي الأخرى، لكنها تبقى بديل أنسب من شواطئ البحر والشاليهات عليه”.

السيد أبو مالك صاحب احدى المزارع في قرية سطامو القريبة من الساحل السوري بريف اللاذقية أعلمنا بالمعلومات التالية: “المزرعة في ريف اللاذقية هي عبارة عن فيلا صغيرة، وأصبح تأجيرها تجارة رائجة من قبل أصحابها في فصل الصيف والمناسبات والعطل الرسمية، حيث يفضل البعض استئجار مزرعة بسبب توفرها في الأرياف، لا سيما في المحافظات البعيدة عن البحر”.

السيدة هناء قالت لنا :”ان النشاطات الصيفية والدخول على المسابح او الشواطئ، شهدت ارتفاعات كبيرة هذا العام، حيث ارتفعت أجرة الدخول إلى نحو 40 ألف ليرة للشخص الواحد، وتصل إلى 50 ألف ليرة، بحسب مستوى المنشأة التي على الشاطئ، وذلك بارتفاع وصل إلى نحو 150 بالمئة مقارنة بأسعار العام الماضي، بالإضافة إلى أن هناك مسابح تطلب استخدام مستلزمات السباحة كالنظارات الشمسية والطواقي وبذلك تضاف تكاليف أخرى على الشخص ويقوم بشرائها.

وأكدت لنا: “أنها ترتاد المسبح على احد الشواطئ بشكل أسبوعي مع أبنائها، مشيرة إلى أن زيارة المسبح تؤمن لها فرصة اللقاء مع صديقاتها وأهلها خارج المنزل في جو جميل وممتع، لكن التكاليف لا تتناسب مع القدرات المادية لشريحة كبيرة من الناس نظرا لارتفاع الأسعار الكبير، مضيفة: نأتي إلى المسبح بدل الذهاب إلى المطاعم المكلفة فهنا نجد الراحة مع أولادنا ، لكن نتمنى مراقبة الأسعار بشكل دائم”.

السيدة لطيفة اشارت الى نقطة أخرى تتعلق بالفنادق على سواحل طرطوس وقالت: “أن تكلفة استئجار غرفة بأحد فنادق الساحل، تبدأ من 350 ألف ليرة سورية للغرفة الداخلية الخاصة بشخصين دون وجبات ودون مطبخ، و500 ألفا مع فطور”.

أن سبب تدهور وفوضى الأسعار يعود إلى قرارات الحكومة والفساد المستشري في البلاد، بجانب تحريك تدهور الليرة السورية أمام النقد الأجنبي، فضلا عن غياب دوريات الرقابة الحكومية وتحكم التجار بالأسعار، وعدم وجود خطط مجدية لضبط عمليات البيع بأسعار مناسبة.