لم تكن الحرب التي ما زالت مستمرة في سوريا منذ تسع سنوات سهلةً على السوريين، فقد ذاقوا أنواعاً من الموت والقتل والتعذيب والسجن والقهر والتشرد والجوع والامتهان، لم يعيشوا مثلها قبلاً. مأساة وصفتها الأمم المتحدة بأنها “كارثة القرن” غير أن آثار تلك الكارثة كانت أكثر صعوبة على المرأة السورية، وألقت على كاهلها أحمالاً لم تكن في وارد حملها من قبل، فقد عانت المرأة السورية مجموعة من الأمور التي نتجت عن الحرب.
بالرغم من الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها النساء في سوريا، إلا أن هذا الشيء لم يمنعهن من المطالبة في أن يعمّ السلام والأمن في بلادهن التي مزقتها الحرب، وخلّفت كثيراً من المآسي والأحزان في نفوسهن، معربين عن أملهن في أن تنتهي هذه الأزمة مع حلول العام القادم.
فمعظم النساء السوريات تعرضن لظروف صعبة خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة، من نزوح وتهجير، وظروف إنسانية صعبة، بالإضافة لفقدان عدد من أولادهن بسبب الحرب، الأمر الذي أرهق كأهلهن ودفع البعض منهن إلى سوق العمل لتأمين لقمة العيش الكريمة كما تقول بعضهن.
وفي سوريا تغيب طقوس الفرح بعيد المرأة، بسبب ما تتعرض له البلاد من قتال منذ العام 2011، وتقتصر على المعايدات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما كانت تحتفل سوريا قبل نشوب الأزمة بإقامة احتفالات ونشاطات تخصّ المرأة، وتعزز من مكانتها ودورها في المجتمع.
فالظروف التي تعيشها سوريا دفعت المرأة إلى اقتحام ساحات القتال، وحمل السلاح للدفاع عن البلاد، كما اضطرت الكثيرات منهن إلى العمل بمهام قاسية لا يقدم عليها إلا الرجال، فعملت سائقة للتكسي، وفي لفّ المحركات، وكل ذلك من أجل أن تحصل على لقمة عيشها بكرامةٍ دون أن تلوّث نفسها.
يذكر أن اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يُقام في اليوم الثامن من شهر آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحبّ المرأة لإنجازاتها الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية.
وارتبط ذكر المرأة السورية عبر التاريخ بعظمة نضالها في سبيل النهوض بمجتمعها منذ الانفصال عن الدولة العثمانية إلى التحرر من الاحتلال الفرنسي وصولاً إلى ما تطلبه عهد الاستقلال من نهضة ثقافية واجتماعية كانت السيدة السورية دعامة أساسية فيها.
في الثامن من آذار/ 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر حاملات وروداً وخبزاً في خطوة رمزية لها دلالتها وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
وكانت مسيرتهن بداية تشكل الحركات النسوية، وبدأ الاحتفال بالثامن من آذار كيوم المرأة الأمريكية سنة 1909. غير أن تخصيصه كعيد عالمي للمرأة لم يتم سوى سنة 1977. وتحول إلى مناسبة عالمية يسلط الضوء خلالها على التحديات التي تواجه النساء في العالم وطرق التغلب عليها.
وحيث أن المرأة هي الضحية الأولى للنزاعات، وتقع على كاهلها أعباء الحرب بشكل خاص، وغالباً ما تكون النساء والفتيات عرضة للعنف الجنسي، ويُعانين بشكل خاص من تحقيق العدالة بسبب وصمة العار التي ترافق الناجيات منهن، فقد سعت الشبكة السورية خلال العامين الماضيين ومنذ بدء الاحتجاجات الشعبية لتوثيق واقع المرأة السورية وما تتعرض له بدقة في محاولة لتسليط الضوء بما يتلاءم مع حجم التضحيات التي قدمتها السيدة السورية.